اخبار السودان

ساحر «الفلوت» .. الموت يغيّب الموسيقار السوداني العالمي حافظ عبدالرحمن

حافظ عبد الرحمن محتار

 

غيب الموت اليوم الجمعة الموسيقار السوداني  العالمي ذائع الصيت حافظ عبد الرحمن مختار بعد صراع طويل مع المرض.

الخرطوم ــ التغيير

ووري عبد الرحمن الثرى عصر اليوم  عقب صلاة عصر  الجمعة 21 يوليو 2023  بمقابر السرحه الواقعة داخل مدينة النيل بأم درمان.

و يعتبر حافظ عبدالرحمن أحد رموز الفن السوداني و أحد اللذين نشروا الموسيقى السودانية حول العالم.

وكانت و ما زالت مقطوعات حافظ عبد الرحمن الموسيقية عامل رئيسي في توحيد وجدان الشعب السوداني رغم اختلاف وتمايز ثقافاتهم الغنائية.

وعانى عازف الروائع الذي ملأ الدنيا بجميل الألحان وشغل بها الناس لعقود من الزمن من مرض نادر أفقده الذاكرة وصار أسيراً لعالمه الخاص، و لا يتذكر إلا زوجته.

بروفائل

ترجع أصول الموسيقار العالمي إلى مدينة بارا بولاية شمال كردفان لكنه أبصر العازف ( حافظ عبد الرحمن) النور بمدينة نيالا غرب السودان، وهي نفسها مسقط رأس موهبته التي تفتقت ونثرت الإبداع في جميع بقاع العالم، بين وديان دارفور وربوع كردفان شرب فنون البادية النقي وتعلم العزف على الآلة الصغيرة التي أجادها وهو هاوٍ بشكل مدهش، قبل أن يحترف ويقدم أول مقطوعة موسيقية له باسم (المرفأ القديم) التي أنتجها منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهي تعد باكورة أعماله، وكانت رائعة ومميزة مما دفع بالإعلامي محمد سليمان أن يستخدمها شعار برنامجه التلفزيوني الشهير (دنيا دبنقا) ، وتعتبر (المرفأ القديم) بداية لإنتاج أكثر من 30 مقطوعة ذات قيمة جمالية رفيعة استعانت بها إذاعات عالمية على غرار مونت كارلو بي بي سي وصوت أمريكا، كما أصبحت خلفيات برامج تلفزيونية، وحصدت مقطوعاته الموسيقية كذلك جوائز على المستوى المحلي والعالمي كان آخرها الجائزة الذهبية التي نالها في مهرجان البحرين..

وجال (حافظ عبد الرحمن) بلاد العالم وهو يحمل آلته الصغيرة التي عزف بها في عاصمة اليابان طوكيو في الشرق الأقصى وعدد من العواصم الآسيوية قبل أن يذهب إلى القارة العجوز لتطرب مقطوعاته مدناً أوروبية وكذلك واشنطن عاصمة بلاد العم سام أمريكا في الغرب الأقصى، وكان (حافظ) الفنان السوداني الوحيد الذي يؤدي فواصل موسيقية في مسرح كيني سنتر في واشنطن ليلة كاملة متع فيها الحضور بفن سوداني اصيل من نوع مختلف..

الفلوت..الإصبع السابع

قال الموسيقار والعازف حافظ عبد الرحمن في حوارات سابقة معه : (إن علاقتي مع آلة الفلوت أتت من إحساسي العميق بأنها الأصبع السادسة في كفي، فمنذ طفولتي الباكرة كنت مولعاً بآلة (الصفارة) العادية، حيث إنها كانت متاحة فهي أحياناً تكون من الصفيح وأحياناً من الأبنوس وأحياناً من القصب، وكنت أصنعها بنفسي في أحايين كثيرة.. ولذلك لم تفلح أسرته عندما حاولت صدّه عنها ليتفرغ للدراسة وعندما أكمل الصف الرابع في المدرسة الابتدائية كانت قد نضجت مهارته في العزف، حيث كان يحتضن جهاز الراديو ليجاري الموسيقى التي تبثها الإذاعة السودانية أم درمان)..

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *