بائع البرد ذكريات جميلة وكسر لـ لاهوب الصيف
- مواطنون لـ «الأنباء»: أسعارهم «زينة» لم تتغير منذ 5 سنوات.. والله يرزقه
- مباعة آيس كريم: عملنا موسمي ونعاني من الحرارة والغبار في شهور الصيف
محمد الدشيش
دائماً ما تحن النفوس إلى الماضي وجماله وما علق بذاكرتنا من ذكريات جميلة من أيام الطفولة والصبا. الكثير من المواطنين تربطهم مع بائع «البرد» ذكريات جميلة لاسيما مع نشاط هؤلاء الباعة في أوقات الصيف الحار، وما يتركونه لدى زبائنهم من انطباعات جيدة تدخل عليهم الانتعاش وتكسر حدة «لاهوب الصيف» في أجواء الكويت شديدة الحرارة. من أجل ذلك، حاولنا إلقاء الضوء على هذا النشاط وذكريات البعض عنه، فالتقت «الأنباء» عددا من أصحاب عربات بيع الآيس كريم (البرد) الثابتة والمتنقلة في عدة مناطق وكذلك عدد من المواطنين ليحكوا عن انطباعاتهم وذكرياتهم. وقد أثنى المواطنون على جهود الباعة وتعاطفوا معهم لاسيما مع عملهم في الحر، مستذكرين في شجون ذكرياتهم مع «بائع البرد»، فيما قال الباعة الذين التقيناهم إن جل عملهم يكون في فصل الصيف مع القيظ وزيادة درجات الحرارة إلى أرقام مرتفعة، وأكدوا أنهم يعملون وفق تراخيص رسمية ويحملون بطاقات صحية.
في البداية، التقينا المواطن ابو بدر التركي الذي قال إن وضع عربات الآيس كريم تغير عن الاول، في السابق كان اغلبهم فلسطينيين ويلفون بالعربة على 3 تواير بنص الفريج ويصيحون «برد برد» اما الآن فقد تغير الوضع بعض الشيء، حيث أصبح هناك من يتحرك وسط المناطق كما كان الوضع سابقا وهناك الكثير من عربات الايس كريم الثابتة في مكانها وانت الذي تذهب لها اذا احتجت منها شيئا.
واستذكر أبو بدر الأيام الأول قائلا: في السابق كان اهالينا اذا دخلت عربة الآيس كريم الفريج يقوم بعض الاباء بمنعه من الوقوف امام منزله، لأن اسعار الآيس كريم في هذا الوقت غالية، ولا يستطيع بعض الآباء شراءه يوميا لأبنائه، وربما لذلك كانت له لذة، متابعا: أما في الوقت الحالي نجده بكل دوار وامام كل مجمع وكل حديقة، وفي كل مكان تجد عربات الآيس كريم، وكأن الناس تريق وتتغدا وتتعشا آيس كريم، وانا اعرف أن شغل عربات الآيس كريم شغلة مربحة، واغلب العاملين فيها يتحملون الجو الحار بسبب المردود المادي الجيد من هذا العمل.
كذلك التقينا مع أم ناصر السعد وابنائها وهم يشترون الآيس كريم من العربة، والتي قالت بدورها: اسعارهم زينة واحسن من الآيس كريم المتطور اللي يوصل سعره الى 4 دنانير في بعض المحلات وبعض المجمعات. وقالت ان ابناءها يحبون الشراء من عربة الآيس كريم متى ما وجدوها امامهم. وأضافت ان اسعارهم منذ 5 سنوات لم تتغير واذا زاد شيء ما يتجاوز 50 فلسا، والله يرزقهم اللي متحملين حرارة الجو والغبار والرطوبة.
كما كان لنا عدد من اللقاءات مع باعة الآيس كريم، حيث كانت البداية مع البائع احمد حسن وهو يتواجد باستمرار امام احدى كليات المعهد التطبيقي والذي قال: اشتغل في مكان ثابت ومخصص من قبل البلدية ونقوم بتنزيل البضائع من قبل الشركة التي نعمل بها وإقاماتنا عليها، وبكل وضوح نعمل حسب الاصول من غير أي مخالفات في قانون العمل.
وأضاف: أعمل في هذه المهنة منذ اكثر من 18 عاما ولكن كل سنة بعد سنة يزيد التعب والجو في كل سنة تشتد حرارته وتشتد السموم علينا والتي تبدأ من شهر 6 ولغاية شهر 9 وراح اقول لك معلومة ان بالسابق كانت أرباحنا أكبر من الآن وذلك بسبب زيادة الاسعار ولكن بالاول وبالآخر نقول الحمد لله على كل شيء وحتى على الجو نتحمله مادام هذي لقمة أولادنا وانا أتعامل مع طلاب المعهد مثل أولادي واعرفهم واعرف طلباتهم من قبل ما يطلبون اعرف الطالبة هذي تشرب عصير من اي نوع والطالبة هذي تأخذ ايس كريم من اي نوع. من جانبه، قال البائع صباحي رفعت: شغلنا شغل موسمي واحنا نشتغل في فصل الصيف وانا اتواجد امام هذا المجمع وامام هذه البوابة منذ 12 عاما ويوجد على البوابات الاخرى بائعين غيري ومثل ما تشوف انا ملتزم بلبس الشركة من قميص وكاب وشعار الشركة وقال الحمد لله شغلتنا ما فيها مشاكل ولكن احنا بنعاني من حرارة الصيف والغبار واكثر شي مطلوب عندنا هو الآيس كريم والماي وبعدين العصير. وقال احنا بنعمل لمدة 9 شهور ولكن اصعب 3 شهور تكون شهر يونيو ويوليو واغسطس ونتعامل مع جميع اطياف المجتمع وكلهم خير وبركة، وقال كما تشاهد هذه العربة الصغيرة يوجد بها اكثر من 15 نوعا من الآيس كريم وعدة نكهات من العصير بالاضافة الى الماي وهذا من فضل الكويت فاتح فيها بيت في بلدي ولله الحمد وقال الاسعار ارتفعت من الشركة ولكن لاتزال اسعارنا للزبائن ثابتة ولا نريد ان نخسر زبائننا من 12 عاما على خمسين ومائة فلس وانا ماني عارف ليش في كل سنة الحر يزيد اكثر من اللي قبله.
كما التقينا البائع شريف فاروق الذي قال: عندما نتحرك من مكان إلى مكان في الغربة لطلب لقمة العيش نتحمل جميع الظروف من حرارة الصيف وتعبه ومن برودة الشتاء، مضيفا: انا اتواجد في هذا المكان منذ 15 سنة في منطقة العقيلة واغلب سكان المنطقة يعرفونني واتعامل مع كثير منهم والحمد لله بيع العربات المتنقلة للآيس كريم حلو ومربح لكنه متعب جدا وخصوصا في فصل الصيف.
وتابع: رغم ارتفاع اسعار المنتجات الا ان اسعارنا للزبائن لم تتغير الى هذا الوقت ولأن الناس اتعودت على السعر وانا ما ابي اخسر زبايني والحمد لله اعمل بالمكان هذا حسب النظام ومرخص من البلدية.
أما أحمد كامل وهو بائع عربة آيس كريم مقابل احد المجمعات في منطقة العقيلة فقال: أعمل منذ 13 عاما وقال الحمد لله انا احسن من غيري لأن مكاني جاي تحت الظل ولا اتعرض للشمس مباشرة ولكن الحر مهما تعمل ما تقدر تبعد عنه وقال اغلب زبائن المجمع والموظفين يتعاملون معاي ويشترون مني واسعارنا ما تغيرت والكل عارفها. وقال بالنسبة للمبيعات اكيد انها اقل من اول والسبب من كثرة العربات وكثرة الشركات ولكن الحمد لله كل واحد يأخذ رزقه.
كذلك التقت «الأنباء» البائع محمد المصري الذي يعمل في هذا المجال منذ 7 سنوات. وقال: مبيعاتنا تعتمد على الجو كل ما زاد الحر وزادت الرطوبة زادت مبيعاتنا اكثر اما الارباح فهي اقل من اول بكثير والسبب ان اغلب المنتجات ارتفعت اسعارها علينا واحنا ما نقدر نرفع الاسعار لأن الزبون متعود على الأسعار القديمة وماراح يشتري مع غلائها ولأن منتجات الآيس الكريم متوافرة بكل مكان وكل بقالة وكل جمعية.
وأضاف: عربة الآيس كريم تريد متابعة خاصة بكل دقيقة ولازم تشوف الثلج وتشوف التبريد لانك لو قصرت بالمتابعة راح تخسر كل المنتجات المثلجة بالعربة وترميها وهي اكثر من 16 نوعا من الآيس كريم.
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية