التمويل الإيراني لجبهة البوليساريو يعزز موقف بريطانيا حيال الصحراء المغربية
انكشف التمويل الإيراني لجبهة “البوليساريو” خلال جلسة مجلس العموم البريطاني (البرلمان) الأسبوع المنصرم، والذي يأتي في إطار “المخاوف” البريطانية من استمرار دعم طهران للحركات الإرهابية المسلحة بالقارة الإفريقية والشرق الأوسط.
“سمعت أن إيران قدمت طائرات بدون طيار إلى “البوليساريو” في جنوب الجزائر؛ وهو ما قد يزعزع استقرار سلام هش للغاية مع المغاربة في الصحراء المغربية”، هذه كانت مداخلة جيمس دودريدج، النائب البريطاني، خلال الجلسة الشفهية التي خصصت لمناقشة الوضع في إيران، بحضور جيمس كليفيرلي، وزير الخارجية.
كليفيرلي كان رده واضحا، إذ أكد أن “الذي يعرف قارة إفريقيا وسياستها جيدا، محق تماما في تسليط الضوء على حقيقة أن النشاط الخبيث الإيراني لا يقتصر على جوارها القريب أو المملكة المتحدة”، قائلا : “إننا ننظر بعناية شديدة إلى التقارير الموثوقة عن الدعم من خلال المعدات العسكرية ليس فقط لروسيا في هجومها على أوكرانيا؛ ولكن لجماعات الميليشيات، والجماعات العسكرية الأخرى في المنطقة وعبر إفريقيا”.
وعي بريطاني
هذا الرد الرسمي البريطاني يكشف “وجود وعي لدى لندن بمدى خطورة العمل الإرهابي الذي تمارسه “البوليساريو” بإيعاز من الجزائر في المنطقة”، هكذا علق محمد الغواطي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا، الذي شدد على أن “هذا الوعي ليس لدى لندن فقط بل المنتظم الدولي أيضا”.
وأضاف الغواطي لهسبريس أن “ما تقوم به مليشيات “البوليساريو”، وبدعم مكشوف من قبل الجزائر، لا يهدد الأمن الإقليمي للمغرب فقط؛ وإنما يتجاوزه ليهدد السلم والأمن الدوليين، إذ يشكل آلية لتفريخ العصابات الإجرامية، ما يستدعي من الأمم المتحدة والقوى المؤثرة بأن تعمل على الحد من هذه المناورات عبر قرارات عاجلة لوضع حد لهذه الأعمال غير المشروعة”.
حسب المتحدث، فإن “الأمر يأتي بعد رفض محكمة الاستئناف في لندن بشكل نهائي لطلب استئناف تقدمت به منظمة غير حكومية داعمة لجبهة “البوليساريو” لإبطال اتفاق شراكة بين المغرب وبريطانيا”، مشيرا إلى أن “مثل هذه المحطات، بالإضافة إلى تعميق الاتصالات التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية، يمكن أن تساهم في تليين الموقف البريطاني ليكون أكثر وضوحا”.
وخلص أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا إلى أن “بريطانيا لطالما نوهت بالمساعي الجادة وذات المصداقية التي قدمها المغرب لحل المشكل أمميا”، مبينا أن “لندن تربطها شراكات واتفاقيات اقتصادية عديدة مع الرباط، ستتعزز لا محالة مستقبلا، لتكون أكثر شمولا بما يفيد البلدين”.
قرب الاعتراف
سجل الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن “النقاش الذي حصل داخل البرلمان البريطاني يسير في اتجاه السياسة الخارجية البريطانية التي تتوجس من كل الأخطار الإرهابية التي تهدد الحلفاء بالعالم”.
وأورد كنون، في حديث لهسبريس، أن “لندن، منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، ركزت على تعزيز علاقاتها مع دول عديدة؛ في مقدمتها المملكة المغربية، التي أقامت معها مشروعا ثوريا للربط البحري الخاص بالطاقة”.
وتابع: “ما صرح به وزير الخارجية البريطانية يعبر عن الهواجس الحقيقية التي تنهجها لندن إزاء قضية الصحراء المغربية، وما يمثله وجود تنظيم مسلح في المنطقة من خطر كبير على الأمن العالمي”.
وأردف رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية أن “بريطانيا قريبة من الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء، وكل المؤشرات تقول ذلك، والمد الشيعي بمعية الجزائر أكبر دافع لاتخاذ هذا القرار”.
المصدر: هسبريس