نسبة إعادة السنة الأولى ثانوي مرتفعة
شرعت مؤسسات التعليم المتوسط غداة الإعلان عن النتائج في عقد المجالس الأولية للتوجيه، والتي يترأسها مدير المتوسطة ويحضرها الأساتذة المدرّسون لأقسام السنة الرابعة متوسط ومستشارو التربية ومستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، وذلك لدراسة نتائج التلاميذ ومعدّلاتهم واتخاذ القرار الأولي بتوجيههم نحو السنة الأولى ثانوي، ويتم توجيه التلاميذ المنتقلين نحو شعبتين: جذع مشترك علوم وتكنولوجيا وجذع مشترك آداب وفلسفة.
ويوجّه إلى جذع مشترك علوم وتكنولوجيا التلميذ الذي يبدو ملمحه من خلال نتائجه، بأن له القدرة والكفاءة على متابعة الدراسة في هذه الشعبة، حيث يتم ذلك بناء على نتائجه في المواد العلمية (علوم الطبيعة والحياة، الرياضيات والعلوم الفيزيائية)، في حين يوجه نحو جذع مشترك آداب وفلسفة التلاميذ الذين يبدو ملمحهم من خلال علاماتهم في المواد الأدبية واللغات.
ويعتمد المجلس في قراراته على رغبة التلميذ من جهة وقدراته وكفاءاته من جهة أخرى، حيث كثيرا ما يقرّر المجلس عكس رغبة التلميذ حينما يتبيّن أن ما يريده التلميذ لا يتوافق مع قدراته وكفاءاته المعرفية.
بطاقة الرغبات.. البداية في تحديد التوجيه
وخلال السنة الدراسية تنظم عبر كافة مؤسسات التعليم المتوسط حملات شرح وتحسيس لتلاميذ السنة الرابعة من طرف المؤسسات ومستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني حول التوجيه وطريقة الدراسة في مرحلة التعليم الثانوي، ويتم تسليم بطاقة الرغبة لكل مترشح لامتحان شهادة التعليم المتوسط لإبداء الرغبة في الجذع المشترك الذي يريد أن يوجه إليه.
وفي مرحلة ثانية من السنة الدراسية، تعاد للتلميذ نفس البطاقة لإبداء رغبته ثانية بعد أن يرى نتائج الفصل الأول، حيث يمكن له أن يغيّر رأيه بعد أن يرى نتائجه. وقبل نهاية السنة الدراسية تعاد نفس البطاقة للتلميذ لإبداء الرأي الثالث والأخير، ويشترط هذه المرة أن توقّع البطاقة من طرف الوليّ الشرعي للتلميذ لإقحامه في العملية واطلاعه على رغبة ابنه.
ظاهرة الرغبة في التوجيه نحو العلوم والتكنولوجيا
وتصطدم معظم المؤسسات التربوية على مستوى الوطن، بظاهرة رغبة التلاميذ والأولياء في توجيههم نحو جذع مشترك علوم وتكنولوجيا، رغم أن رغبة التلميذ تصطدم في العديد من الأحيان بتعارضها مع قدرته وميوله وملمحه، وهو ما يؤثر على مستقبله الدراسي. وتشير المعلومات الخاصة بالموضوع، أن أغلب الذين يطلبون هذه الشعبة يفعلونه بدافع من الأولياء نتيجة الرغبة في تخصص الطب لاحقا، دون الأخذ بعين الاعتبار القدرات المعرفية للتلميذ
ويعتقد الكثير من الأولياء، أن التلاميذ الموجهين نحو الجذع المشترك آداب وفلسفة هم التلاميذ الفاشلين، وهو اعتقاد خاطئ، إلا أنه طغى على العديد من التلاميذ والأولياء.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة إعادة السنة الأولى ثانوي مرتفعة، وذلك بسبب التوجيه غير السليم للتلاميذ، خصوصا أولئك الذين يبدون رغبة في التوجيه نحو جذع مشترك لا يملكون المؤهلات والقدرات التي تسمح لهم بمتابعة الدراسة فيه بنجاح. علما أن القانون يسمح للأولياء غير المقتنعين بتقديم طعن أمام لجنة الطعون الولائية للبت فيها، وقد حدد هذه السنة تاريخ 16 جويلية الجاري كآخر أجل لتقديم الطعون.