اخبار السودان

قصة شاب فر من أم درمان إلى حلفا ليصبح أشهر صانع «سمبوسة» في المعبر

لفتت قصة الطاهر يوسف وهو مواطن من مدينة أم درمان، كثيرين، فقد اضطرته ظروف الحرب للمغادرة في الطريق إلى الجارة مصر، لكنه استغل انتظار تأشيرة الدخول بأفضل طريقة ليكسب بعض المال ويقتل الفراغ.

الخرطوم حلفا: سارة تاج السر

في طريقك إلى القنصلية المصرية بوادي حلفا شمالي السودان، تشتم رائحة «السمبوسة» المطهية تعبق في المكان، قبل أن ترى شاباً ثلاثينياً أمام مقلاة زيت كبيرة، وهو يحرّك الشرائح المحشوة بالجبن واللحم والخضروات، بينما يتحلق حوله الزبائن لشرائها حيث أضحت بديلا لـ«الفول والطعمية» في وجبة الإفطار.

أصبح الطاهر يوسف، أشهر بائع سمبوسة بحلفا، بعد ما أجبر على الخروج من منزله في حي بيت المال العريق بأم درمان، إلى مدينة حلفا، في 20 مايو الماضي، جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع التي اندلعت في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل.

ودفعت الحرب عشرات الآلاف من السودانيين إلى التوجه شمالاً نحو الجارة مصر، فضلاً عن المنافذ الحدودية الأخرى، هرباً من ويلاتها وآثارها الكارثية، ما أدى إلى حدوث تكدس بالمعابر، خاصةً مع مصر.

سمبوسة

سد الفراغ وكسب المال

في اليوم التالي لوصوله باشر يوسف إجراءات طلب الحصول على تأشيرة لدخول الأراضي المصرية عبر جواز سفره الساري الصلاحية إذ كان يتعين في ذلك الوقت على الرجال دون سن الخمسين الحصول على تأشيرة مع استثناء الأطفال حتى سن 16 عاماً قبل إلغاء تلك الاستثناءات وفرض القاهرة مزيداً من القيود في 10 يونيو الماضي.

وخلال الانتظار والتردد اليومي على مبني القنصلية فكر الطاهر يوسف في صناعة وبيع السمبوسة، خاصةً وأن له باع طويل في مجال إعداد المعجنات، في محاولة لسد الفراغ وكسب بعض المال الذي يعينه في رحلة الفرار من جحيم الحرب.

أشار يوسف في حديثه مع «التغيير»، إلى أن السمبوسة من الوجبات السريعة والخفيفة ولاقت إقبالاً كبيراً من الذين يترددون على القنصلية المصرية، كما أصبحت بديلا لتناول الفول والطعمية.

وأضاف بأنه يعد كل أنواع السمبوسة بحشواتها المختلفة حيث تباع القطعة بـ«300» جنيه، ولفت إلى توافر كل مكوناتها في السوق.

ورغم مبلغ الثلاثة آلاف جنيه التي تأخذها المحلية يومياً كجبايات من الباعة الجائلين إلا أن ذلك لا يمنع عمال ذات المحلية من مصادرة بضائعهم بحجة المظهر العام، وتخصيص يوم الجمعة لتنفيذ ذلك مستغلين غياب الباعة وفقاً لحديث يوسف.

الطاهر يوسف رغم آماله العريضة إلا أنه لم يفكر يوماً في الاغتراب عن الوطن، كان يقضي أيامه بين أسرته وأصدقائه وعمله إلى أن حاصرتهم نيران المدفعية وأصوات الدانات، والقصف المدفعي وانقطاع المياه والكهرباء حيث لا سبيل سوى ترك المنزل والحي الأمدرماني العريق وكل ما ألفه.

وبعد اقتحام قوات الدعم السريع منازل المواطنين في أم درمان القديمة، واتخاذها دروعاً وثكنات عسكرية، خرج الطاهر بعد شهرين من الاقتتال بعد أن فقد منزله وعمله، كآلاف السودانيين، أجبر على الهروب وترك أحلامه،  ليبدأ من جديد على أمل العودة لدياره في يومٍ ما، لكنه ملأ وقت انتظار العبور بإنجاز عمل يسد الفراغ ويجلب بعض المال.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *