اخبار المغرب

ملتقى البحرين المتوسّطي والأطلسي.. مدينة طنجة تخطف قلوب مثقّفين عرب

خطفت مدينة طنجة قلوب المثقفين المشاركين في فعاليات مهرجان ثويزا، بحيث عبروا جميعاً، وبدون استثناء، عن إعجابهم الشّديد بفضاءاتها الخضراء وبنيتها التّحتية المتطوّرة وحجم توفيرها للمرافق الضّرورية لتسهيل التّحرك، وربّما جودة الحياة.

ولم يخفِ أيّ فرد من قبيلة المثقّفين هؤلاء القادمين من مصر وباريس والجزائر أنّ لـ”طنجيس” سحرا خاصّا يضاهي سحر المدن العالمية الكبيرة، خصوصا لكونهم مازالوا ينظرون إلى هذه المدينة المغربية كفضاء ثقافي ظلّ يحظى بمصداقيّة كبيرة لدى المثقّفين العرب والأجانب الذين يربطون معها علاقة معرفيّة عميقة وقديمة.

“مدينة جميلة جدا”؛ هكذا كان جواب الروائيّ والكاتب المصري يوسف زيدان حين توجهت إليه هسبريس بالسؤال: “هل سحرتك طنجة؟”، مشدداً على أنّها “مدينة تتمتّع بسحر حصريّ يجعلها في طليعَة المُدن الشّمال إفريقيّة التي تشكّل جوابا على مجمل الأسئلة التي يمكن أن نطرحها على المدن الحديثة”.

جلطي: مدينة عاليّة حقا

عبّرت الكاتبة والروائيّة الجزائرية ربيعة جلطي عن سعادتها “العارمة بطنجة كمدينة تحتمل آفاقا هائلة بالنسبة لنا كسكان للمنطقة المغاربية؛ مدينة صاخبة ليلها طويل وعامر بالحياة وصباحاتها ممتلئة بالناس”، وقالت: “طنجة تذكرني بوهران وبمختلف المدن الساحلية الجزائرية والمغاربيّة التي تجعلنا ننظر إلى أنفسنا بأمان ودونما خوف، كأن هذه المدن أخوات، تلتفّ لتُعبّر عن عمقنا المُشترك”.

وأضافت جلطي، ضمن دردشة مع هسبريس، أنّ “من يزور طنجة يحبّها تلقائيّا، فنحن نشتم عبر عبق البحر مختلف القصص التي سمعنا عنها وقرأنا عنها وشاهدنا محتويات بخصوصها، لكن حين جئت وجدت أن طنجة مدينة عالية فعلاً كما يصفها الرّحالة والنّسابون والشّعراء والأدباء، وغيرهم”، مبرزةً أنّ الكُتاب الذين أُغرموا بطنجة كانوا مُحقين؛ فهذه المدينة مختلفة”.

وشدّدت الروائيّة الجزائريّة على أنّ هذه المدينة السّاحلية التي تقعُ على مشارف بحرين، مازالت تتمتع بطابع أمازيغيّ قوي وجميل، يعكس الانفتاح والتّلاقح والتعايش”، مشيرة إلى أنّ “محورية طنجة كفضاء داخل العديد من الكتابات الناطقة بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، إلخ، لا يمكن أن تأتي من فراغ، بل من السحر الذي تخلّفه في قلب وعقل من تجوّل في فضاءاتها”.

أزغاي: طنجة وأنسنة الفضاءات

من جهته، قال الشّاعر والكاتب المغربيّ عزيز أزغاي إنّ “طنجة صارت تتخذُ مساراً رائعاً في السّنوات الأخيرة من حيث تحديث البنية التحتية وفيضُ المساحات الخضراء، مثلها في ذلك مثل الرّباط، يعني أن هذه المدينة الشمالية الساحرة دخلت ما يسمى بأنسنة المدينة، في انتظار أن تتعمم هذه الأنسنة لتشمل مناطق أخرى شعبيّة بالمدينة ذاتها.

وأوضح أزغاي، ضمن تصريح لهسبريس، أنّ هذه الدينامية توضح احتفاء طنجة بالإنسان واحتضانها له من خلال توفير المرافق التي يمكنُ أن تكون في خدمة الزائر، سواء كان طنجاويا أو مغربيا أو أجنبيا، نظرا لكون هذه المدينة المغربية تشكّل النقطة الأقرب للقارة الأوروبية، ومن ثمّ هي تمثل بكيفيةٍ ما وجهاً للمغرب.

وأضاف الشّاعر المغربيّ ذاته أنّه “حتى من الناحية الاستراتيجية، فهذا شيء إيجابيّ، لكون الذي يزور طنجة عبر الطريق البحري يجد أنّ أول ما سيصادفه بالمغرب هو فضاءات هذه المدينة، فضلاً عن كون طنجة مدينة مُثقلة بالتّاريخ ولها عراقة كبيرة في أفقنا جميعاً، لذلك تمت إعادة تهيئتها لتكون في مستوى ما يأمله الزّائر”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *