دعوة لمراجعة تخفيض معدل الالتحاق بمعاهد البيطرة
اِنتقدت الخبيرة المستشارة في الطب البيطري على مستوى كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، سميرة هدى جعفري، “تخفيض معدل الدخول إلى معاهد الطب البيطري إلى 10.5 من عشرين موازاة مع استحداث 7 معاهد جديدة”، لكونه “قرار سيؤدي إلى خفض مستوى الدراسة في التخصص، فضلا عن محدودية فرص العمل في المجال، بما يحيل آلاف المتخرجين على البطالة”.
وأوضحت البيطرية لـ”” بأنّ “معدل القبول في المدرسة الوطنية للبيطرة بالحراش في الجزائر العاصمة، سابقا كان في حدود 13 من عشرين فما فوق، أي أكثر من معدل القبول في تخصص الطب البشري الذي كان في حدود 12 من عشرين انذاك”. وحتى السنة الفارطة، أضافت المتحدثة “كان معدل الالتحاق بالمعهد 12 وبالمدرسة 14 من عشرين”، قبل أن يتم خفضه إلى 10.5، حسب المنشور رقم 1، الصادر في 4 جويلية 2023، المتعلق بالتسجيل الأولى وتوجيه حاملي شهادة البكالوريا للسنة الجامعية 2023/2024”.
وأضافت أن “هذا القرار سيؤدي حتما إلى خفض مستوى الطب البيطري في الجزائر، خاصة وانه يتزامن مع قرار استحداث 7 معاهد أخرى، تضاف إلى الستة الموجودة حاليا، بما يجعل العدد الإجمالي 13 معهدا، فضلا عن الحديث عن معهد آخر يتوقع أن يتم إنشاؤه في ولاية جيجل”، متسائلة في ذات السياق:”عن الجدوى من استحداث معاهد جديدة، وخفض معدل الالتحاق بها، في حين لا يعثر حوالي الـ1400 متخرج سنويا في تخصص الطب البيطري عن مناصب شغل”؟
وقالت إنه “قبل اتخاذ هكذا قرار، كان على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي استشارة الوزارة الوصية: الفلاحة والتنمية الريفية، النقابة الوطنية للأطباء البياطرة والجمعيات الوطنية للأطباء البياطرة و المنظمات الوطنية للطلبة الجزائريين الموجودة في الجزائر واء والمستشارين في الطب البيطري”.
وأضافت المُتحدثة بأنّ “رفع سنوات الدراسة من 5 إلى 6 سنوات في السابق، كان قرارا صائبا، نظرا للمهام العديدة المنوطة بالطبيب البيطري ممارستها، كون الطبيب البيطري يعمل على تزويد طلبته بالمهارات النظرية، والعملية التي تتعلَّق بالحيوانات، وتربيتهم، وصحتهم، حيث تكمُن المهمة الرئيسية له في تشخيص الأمراض، والإصابات، أو أي اضطرابات أخرى تتعرَّض لها الحيوانات، على أن يقوم الطبيب بعد التشخيص بوصف الأدوية، والعلاجات، والجراحة اللازمة”.
ومن مهام البيطري أيضًا “فحص الألبان والمنتجات المأخوذة من الحيوانات بهدف التأكد من سلامتها الصحية، فضلا عن تطعيم الحيوانات لوقايتها من الأمراض، ليكون تخصص الطب البيطري هو المسؤول الرئيسي عن كل ما يتعلَّق برعاية وتربية الحيوانات”.
وعليه دعت جعفري إلى مراجعة القرار، وإلى “إنشاء مستشفى بيطري عمومي لمعالجة الحيوانات الانتاجية وغيرها بالإضافة إلى انشاء 4 عيادات بيطرية عمومية موزعة شمال، جنوب، شرق وغرب”، وأنه “لعدم توفر مناصب شغل في التخصص، تقليص عدد المعاهد من 6 إلى 4 معاهد (البليدة1 شمال، تمنراست جنوب، تيارت غرب، الطارف شرق) وتبقى المدرسة العليا”.
كما دعت الدكتورة لأن يتم ادراج التخصص البيطري بعد السنة السادسة عوضا عن رسالة الدكتوراه لأن النهوض بثروتنا الحيوانية و تقليص فاتورة الاستيراد للمنتجات ذات المنشأ الحيواني يتطلب التخصص في عدة مجالات أخرى كالتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، الرقابة الصحية الأغذية، التغذية الحيوانية، علم الأمراض، تربية النعام ،تربية الابل،…
وانتهت المتحدثة بالقول إنه “حان الوقت للتغيير الجذري للطب البيطري في الجزائر من المنبع الى المصب، بدءا بالتعليم من خلال التخصص أولا بعدها البروفيسوراه(رسالة تخرج)،وكذا تغيير عمل المصالح البيطرية للوزارة إلى الرقابة والمحافظة على الثروة الحيوانية، التفويض الصحي للاطباء البياطرة الخواص، وكذا التعريف الصحي للثروة الحيوانية ورقمنة القطاع الحيواني.