النقابة: الحرب شردت أكثر من «200» صحفياً سودانياً والبعض مجهول المصير
أصدرت النقابة تقريرها عن النصف الأول من الشهر الثالث للحرب بشأن أوضاع الصحفيين والصحفيات والانتهاكات التي تعرضوا لها.
الخرطوم: التغيير
كشفت نقابة الصحفيين السودانيين، عن حصر «150» صحفياً وصحفية نزحوا خارج مواطنهم الأصلية إلى مناطق داخل السودان وأكثر من «70» لجأوا للخارج معظمهم عاطلين عن العمل.
فيما أكدت أن مصير عشرات الصحفيين بولايات دارفور لايزال مجهولاً وذلك لصعوبة الاتصال بهم فيما يواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي، درجت النقابة على إصدار تقرير دوري يرصد أوضاع منسوبيها وما تعرضوا له من انتهاكات وصعوبات خلال هذه الحرب.
وأصدرت النقابة، السبت، تقرير النصف الأول من الشهر الثالث للصراع، والذي كشف عن تعرض عدد كبير من الصحفيين لأنواع مختلفة من الانتهاكات.
«التغيير» تنشر نص التقرير:
نقابة الصحفيين السودانيين
تقرير النصف الأول من الشهر الثالث للصراع الدامي
رصد أوضاع الصحفيات والصحفيين السودانيين في الفترة من (16ــــــ 30) يونيو
تمهيد:
في كل يوم وكل دقيقة وكل لحظة تمضي في عمر الصراع الدامي الذي تفجر في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي تتعمق معاناة الوطن والمواطن، وفي قلب ذلك تسوء أوضاع الصحفيين والصحفيات وتتزايد الانتهاكات التي يتعرضون لها والتي وصلت إلى حد القتل جراء استمرار المعارك وتوسع رقعتها الجغرافية في أنحاء مختلفة من بقاع السودان.
وأدى استمرار الحرب ودخولها شهرها الثالث إلى توقف الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في السودان جراء استمرار المعارك الأمر الذي أدى إلى تشريد أعداد كبيرة من الصحفيين والصحفيات بنزوحهم إلى خارج ولاية الخرطوم أو اللجوء عبر الحدود إلى خارج السودان في ظروف بالغة السوء، بينما بقيت أعداد من الصحفيين والصحفيات عالقة في مناطق حدودية بسبب تعقيدات تأشيرة الدخول.
وفي خضم ذلك يعيش الصحفيون والصحفيات في غرب السودان أوضاعاً أشد سوءً خاصة في المناطق التي تشتد فيها المعارك والاشتباكات، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لرصد الانتهاكات إلا أنه لا يزال مصير عشرات الصحفيين بولايات دارفور مجهولا وذلك لصعوبة الاتصال بهم في وقت يواجهون فيه مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال.
وتعمل نقابة الصحفيين السودانيين على حصر الصحفيين والصحفيات بداخل السودان وخارجه لمعرفة ما آلت إليه أوضاعهم خلال هذه الحرب من نزوح ولجوء وتشريد وفقدان للعمل، وعلى الرغم من التعقيدات التي تواجهة النقابة في عمليتي الحصر والتصنيف فإنه تم حتى لحظة كتابة هذا التقرير حصر عدد 150 صحفياً وصحفية نزحوا خارج مواطنهم الأصلية إلى مناطق ومدن وقرى متفرقة داخل السودان ومعظمهم عاطلين عن العمل بينما بلغ أعداد الصحفيين والصحفيات الذين لجأوا إلى دول الجوار فهي أكثر من (70) صحفياً معظمهم أيضاً عاطلين عن العمل وهي النتائج الأولية للحصر الذي لا يزال مستمراً.
وتقدم نقابة الصحفيين رصداً دورياً للانتهاكات التي تتم تجاه الصحفيين والصحفيات وتشكل تهديداً لحيواتهم وسلامتهم وتضييقاً على حرية الإعلام.
سنورد في هذا التقرير مجمل الانتهاكات التي تم رصدها في الفترة المحددة وهي مصنفة بحسب طبيعة كل انتهاك.
1/ القتل
مقتل الزميلة سماهر عبد الشافع الصحفية بإذاعة زالنجي والتي كانت تسكن حي الوحدة، وبحسب الأنباء الواردة من هناك فإن الزميلة سماهر انتقلت مع أسرتها إلى معسكر للنازحين بعد أن ساءت الأوضاع في منطقتها وهناك لاحقتها قذيفة أدت إلى مقتلها.
2/ الاعتقال:
. اعتقال الزميل رمضان محجوب من قبل قوات تتبع للدعم السريع وتهديده بالقتل والاستجواب قبل إطلاق سراحه بعد ساعات من الاحتجاز.
. ظل ثمانية صحفيين يعملون بقناة الجزيرة عالقين بمكتب القناة بالخرطوم شارع بشير النفيدي (الستين سابقًا) بسبب اشتداد الاشتباكات بالمنطقة، وتعرضوا لتهديدات من قبل أفراد يتبعون للدعم السريع وناشدت نقابة الصحفيين منظمة الصليب الأحمر للقيام بإجلائهم إلى مكان آمن.
3/ التهديد:
ظهور بوسترات ترويجية تتهم صحفيين بتهمة الخيانة العظمى وتضع صورهم الشخصية على البوسترات ومنهم الأستاذين فيصل محمد صالح وزهير السراج وهو تهديد صريح لحيواتهم عن طريق نشر الشائعات والأخبار المفبركة والترويج للخطابات العنصرية التي تغزي نار الحرب.
تلقى الزميل عمر كمال “رنقو” رسائل تهديد بالتصفية الجسدية له ولأسرته الصغيرة من جهة مجهولة وتم ذكر أفراد أسرته بأسمائهم وأعمارهم ومدارسهم في التهديد.
توقيف قوة من الدعم السريع لفريق من الزملاء أثناء قيامهم بعمل في شارع الستين بالخرطوم ومنعهم من التصوير وإطلاق عبارات تخوينية في حقهم.
4/ الاختفاء:
لم يتم تسجيل حالات اختفاء
5/ الإصابة:
إصابة الزميل علي شطه المصور بالتلفزيون القومي برصاصة في فخذه الأيسر بواسطة جنود يتبعون لقوات الدعم السريع.
6/ إطلاق النار:
تعرض الصحفيان أسامة سيد أحمد وأحمد البصيلي إلى إطلاق نار من قبل قناصة أثناء تواجدهما في مقر عملهما بالخرطوم شارع الستين وهي منطقة تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
7/ الاعتداء بالضرب ونهب الممتلكات الشخصية:
نهب سيارة الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الاعلام بحكومة الفترة الانتقالية من قبل قوات الدعم السريع.
الاعتداء بالضرب على الصحفي الأمين الشيخ من قبل أفراد من الشرطة بمدينة بورتسودان وحاول فتح بلاغ في مواجهتهم ولكن الشرطة رفضت فتح البلاغ على الرغم من أخذه الأذن من وكيل النيابة.
الاعتداء بالضرب على الزميل علي جودة من قبل أفراد يتبعون للاستخبارات العسكرية بمدينة الأبيض واحتجازه لمدة ساعتين.
الاعتداء على الزميلة إيمان عبد الباقي من قبل مجهولين أثناء تغطيتها للمؤتمر الصحفي لقوات الدعم السريع بمدينة جنيف بضربها ومحاولة أخذ هاتفها.
تهديد واقتياد الزميل خالد سعد من الشارع من قبل أفراد من الدعم السريع وإرغامه تحت تهديد السلاح على فتح باب منزله وبعد تفتيش المنزل تم الاعتداء عليه بالضرب.
سحب عربة الزميلة عفراء فتح الرحمن بواسطة قوة من الدعم السريع وسرقتها من منطقة الكدرو.
8/ الاعتداء على مقار ومؤسسات إعلامية وتعرض ارشيفها للتلف:
لا تزال الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ساحة معركة لطرفي الصراع ولا تزال القوات العسكرية للطرفين متواجدة بالداخل في ظل استمرار المعارك هناك منذ بداية الصراع في منتصف أبريل الماضي على الرغم من المناشدات المتكرره بضرورة إبعاد الصراع عن مباني الإذاعة والتلفزيون حفاظاً على الإرث والتاريخ المتواجد في مكتبتيهما وحفاظاً على هذا المبنى العريق وما يحمل من تاريخ وطني.
الاعتداء على المكتب الإعلامي للزميلة عفراء عبد الرحمن من قبل قوات تتبع للدعم السريع واحتلاله مع كامل المعدات التلفزيونية والوثائق.
الاعتداء على مقر صحيفة “استقصائي الالكترونية” ونهب كل المعدات بما في ذلك أجهزة التصوير التلفزيوني والمونتاج وأدوات العرض الموجودة بالمكتب بحي الرياض بالخرطوم وهي منطقة سيطرة الدعم السريع.
9/ الاعتداء على المنازل بالقصف أو النهب والتخريب:
تعدت قوات نظامية على منازل عدد من الصحفيين والصحفيات في مختلف مناطق العاصمة مما يثير مخاوف بأن هناك استهداف ممنهج للصحفيين والصحفيات وممتلكاتهم:
الاعتداء على منزل الزميل خالد عويس من قبل عصابات بعد مهاجمة المنزل وفتحه من قبل قوات الدعم السريع.
اعتداء قوات من الدعم السريع على منزل الزميلة علوية مختار بحي الصحافة بالخرطوم وتحويلة إلى ثكنة عسكرية.
احتلال منزل الزميلة عفراء فتح الرحمن بمنطقة الكدرو من قبل قوات الدعم السريع.
الاعتداء على منزل الزميلة إيمان حبيب الله ببيت المال بأم درمان.
احتلال منزل أسرة الزميل عبد الرحمن فاروق ببيت المال وتحويله إلى ثكنة عسكرية من قبل قوات الدعم السريع.
الاعتداء على منزل الزميل خالد التيجاني واستباحته للمرة الثانية ونهب سيارته.
اقتحام منزل أسرة الزميل علاء الدين موسى بمنطقة الفتيحاب بأم درمان واحتلال المنزل بعد طردهم من قبل قوات الدعم السريع.
الاعتداء على منزل الزميل سامي الشناوي بمنطقة جبرة بالخرطوم.
اقتحام منزل الزميلة مزدلفة محمد عثمان بالكلاكلة جنوبي الخرطوم وتحويله لثكنة عسكرية وسرقة السيارات ثم المنزل.
اقتحام شقة الزميلة نهى يونس وسرقتها.
اقتحام شقة الزميلة إيمان فضل السيد عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين بمنطقة بري ونهبها وسرقة عربة شقيقتها.
اقتحام منزل الزميل فائز الزاكي ونهب محتوياته.
اقتحام منزل الزميلة سمية إلياس ونهبه.
اخترقت طلقة طائشة منزل الزميلة مي علي آدم بمدينة الثورة بأم درمان الحارة العاشرة.
الأسماء التي سقطت في الرصد السابق:
الاعتداء على الزميل عماد النضيف عضو نقابة الصحفيين من قبل قوات تتبع للدعم السريع في مطلع يونيو
وتشير نقابة الصحفيين السودانيين إلى أن عدد من الزملاء الصحفيين واجهوا صعوبات كبيرة في سبيل الحصول على تصديق من السلطات المختصة في ولاية الجزيرة بوسط السودان للسماح لهم بمزاولة العمل الصحفي داخل حدود الولاية قبل أن يحصل بعضهم عليه.
المصدر: صحيفة التغيير