المكتبة الوطنية تستقبل خزانة الصحافي والدبلوماسي الراحل العربي المساري
عطاء مستمر للصحافي والديبلوماسي والوزير الراحل محمد العربي المساري، الذي وهبت عائلته للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية خزانة كتبه، متضمنة ما يقرب من 3500 كتاب، فضلا عن أرشيفه الأدبي ومئات المجلات، تنفيذا لما أوصى به أسرته قبل رحيله عن دنيا الناس سنة 2015.
محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية، قال إن من آكد مهامها “الحفاظ على الذاكرة المغربية وصيانة كتبها ووثائقها، وأيضا تاريخ علمائها وأعلامها، والمرحوم العربي المساري من بينهم”.
وذكر الفران أن المكتبة الوطنية “تحمل على عاتقها عبئا ثقيلا، وهي تؤبن منارة علمية شامخة، وعلَما من أعلام الثقافة المغربية عموما، والصحافة والإعلام على وجه الخصوص”، كان “يفيض كالنبع حيث تعددت مجالات اهتماماته، وتوزعت بين النضال السياسي والعمل الدبلوماسي والكتابة والتأليف والمسؤوليات الإدارية التي تحملها باقتدار كبير ووطنية عالية”.
وواصل مدير المكتبة الوطنية قائلا إن المؤسسة بوصفها ممثلة لـ”الذاكرة المغربية، من خلال ما تحتويه من كتب ووثائق مختلفة، تشهد على التاريخ الراهن الذي يزخر بمحطات تاريخية خالدة وشاهدة على العمق الإنساني الذي ظل يطبع شخصيتنا على مر السنين، كما تسجل في هذه الذاكرة نفسها رجالاتها وعلماءها الذين أعطوا بمحبة وقيم إنسانية نبيلة، واحترام وتقدير للتراث الإنساني عموما”.
من جهته، قال نجل العلَم الراحل نزار المساري لهسبريس إن هذه الهبة “جاءت تنفيذا لوصية والدي”، الذي “طلب أن تخرج من أرشيفه الشخصي، وتكون في متناول كل المغاربة، بلغاتها الأربع، العربية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، لقراءتها والاطلاع عليها والبحث العلمي فيها.”
محمد الصديق معنينو، المسؤول الإعلامي السابق، تحدث بدوره لهسبريس عن توقيع اتفاقية هبة الخزانة الشخصية لعلَم الصحافة المغربية البارز، بوصفها “وضعا لخزانة المرحوم العربي المساري رهن إشارة المكتبة الوطنية، بمعنى أنها رهن إشارة الطلبة والباحثين والدارسين والجامعيين”.
هذه المناسبة تؤكد، يتابع معنينو، “كرم الرجل”، و”تسعد العربي المساري، وهي إغناء للمكتبة الوطنية، وتأكيد على أن الرجال المثقفين الحقيقيين يظلون كرماء في حياتهم وبعد مماتهم”.
المصدر: هسبريس