ترك الأطفال بمفردهم في المركبات عند التسوق جريمة
حذّرت جهات شرطية ومختصون من خطر الإهمال وترك الأطفال بمفردهم داخل المركبات، خصوصاً خلال أشهر الصيف، إذ تصل درجة حرارة المركبة المغلقة المعرضة لفترة طويلة لأشعة الشمس المباشرة، إلى 60 درجة مئوية.
وحذرت شرطة أبوظبي الأهالي من ترك الأطفال بمفردهم في المركبات للتسوق، إذ يعرضهم ذلك لحوادث الاختناق، مؤكدة أن ترك الأطفال داخل المركبات بمفردهم أثناء التسوق، أو لأي سبب آخر، وتعريض حياتهم للخطر، يُعدان جريمة يُعاقب عليها القانون.
وسجلت مراكز الشرطة على مستوى الدولة، خلال السنوات الماضية، حوادث أدّت إلى إصابات ووفيات عدد من الأطفال، بسبب نسيانهم داخل مركبات ذويهم وحافلات مدرسية.
وسجلت حالات ناجمة عن إهمال مراقبة الأطفال أثناء اللعب، إذ تكرر دخولهم إلى مركبات آبائهم، وانغلاق أبوابها عليهم.
وحذر الخبير المروري الرئيس التنفيذي لـ«جمعية ساعد» للحدّ من الحوادث المرورية، الدكتور جمال العامري، من تعرض الأطفال لحالات الإعياء أو الوفاة، إذ تم تركهم ونسيانهم داخل المركبات خلال فترة الصيف، وتصل درجة الحرارة داخل المركبة إلى 60 درجة مئوية.
ونبّه العامري أولياء الأمور إلى أهمية غلق وتأمين المركبات جيداً أمام المنازل أو في ساحة المنزل، إذ يغري ذلك الطفل بالتسلل إلى داخلها للعب أو اكتشاف شيء جديد، حتى تخرّ قواه، ولا يتمكن من الخروج منها.
وعدد مخاطر ترك الأطفال داخل المركبات بمفردهم، ومنها أن يغلق الطفل أبواب المركبة على نفسه من الداخل، أو أن يعبث بأجهزة التحكم الموجودة داخل المركبة، أو بجهاز التكييف، والتسبب في إغلاقه، مع عدم إلمامه بطريقة فتحه مرة أخرى، ما يؤدي إلى اختناقه بسبب ارتفاع درجات حرارة الجو وحرارة المركبة بالداخل، ما يعرضه للوفاة نتيجة لذلك.
كما تشمل الأخطار احتمال أن يتسرب غاز أول أكسيد الكربون إلى المركبة من دون علم الركاب، خصوصاً الأطفال، ما يؤدي إلى حدوث الوفاة من دون محاولة تفادي هذا الخطر.
وأضاف أن هناك أيضاً احتمال حدوث عطل كهربائي، نتيجة التماس بسبب ارتفاع الحرارة، نتيجة توقف المركبة والمحرك في حالة تشغيل، ما يؤدي إلى اشتعال المركبة أو حدوث عطب ميكانيكي أو كهربائي طارئ.
وأشار إلى خطورة احتمال عبث الأطفال بناقل الحركة (علبة التروس)، أو مقود السيارة، وتحرك المركبة في الطريق أو عبر منحدر، واصطدامها مع مركبة أخرى أو بحاجز الرصيف أو سقوطها في مكان ما.
وأكد العامري ضرورة العمل على زيادة الوعي المروري بين شرائح المجتمع كافة، خصوصاً الأمهات، إذ يناط بهن غالباً اصطحاب الأطفال من وإلى المدارس أو الحدائق أو الأسواق، مطالباً إياهن باتخاذ كل أسباب الحيطة، وعدم ترك أطفالهن بمفردهم داخل المركبات.
ودعا قائدي المركبات إلى إغلاق محركات مركباتهم بعد نزولهم منها، وعدم تركها تعمل لأي سبب كان «ولو كانت الفترة الزمنية التي سيقضونها خارجها قصيرة، لأن ذلك قد يعرضها للسرقة أو حوادث أخرى، مثل الاحتراق، أو العطل الفني المؤدي إلى حوادث مأساوية، فضلاً عن ضرورة جلوس الأطفال في المقاعد الخلفية، مع ربط حزام الأمان أثناء القيادة لتوفير الحماية لهم».
من جانبه، أكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، أن الفترة من بداية يونيو إلى نهاية أغسطس المقبل، تعد الأشدّ حرارة في الجزيرة العربية. وقال: «مع اشتداد حرارة الصيف، يزيد احتمال التعرض للاحتباس الحراري داخل السيارات المغلقة، المعرّضة لأشعة الشمس المباشرة»، مرجحاً أن تتجاوز الحرارة داخل السيارة 60 درجة مئوية خلال نصف ساعة فقط، إذا كانت درجة الحرارة في الخارج 40 درجة مئوية، «ما يزيد خطر الاحتباس الحراري داخل المركبة، وقد يتسبب في أضرار صحية، وإنهاك حراري يفضي إلى الموت، خصوصاً للأطفال أو المرضى أو كبار السن، إذا ما تُركوا فترة داخل المركبة وهي مغلقة».
إبراهيم الجروان:
«حرارة الصيف تزيد التعرّض للاحتباس الحراري داخل السيارات المعرّضة لأشعة الشمس المباشرة».
الدكتور جمال العامري:
«هناك مخاطر لترك الأطفال داخل المركبات منها أن يغلق جهاز التكييف ما يؤدي إلى اختناقهم بسبب ارتفاع الحرارة ».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم