اخبار المغرب

الديمقراطية الغربية ديكتاتورية.. و”التحوّل الجنسي” تجديف ضد الطبيعة

صورة: هسبريس

علي بنهرار من طنجةالجمعة 7 يوليوز 2023 03:00

أفاد الروائي الليبي العالمي إبراهيم الكوني بأنّ “النظر إلى مشروع ثقافي بديل يستدعي أسئلة ذات بعد فلسفي ويقيني، لكوننا نحيا جميعاً في عالم واحد، ولسنا منعزلين عما يحدث في العالم اليوم؛ وانحسار دور الفكر وانحطاطه ورم عالمي، وليس حكرا علينا وحدنا”، وزاد موضحا: “ما يحدث اليوم هو اغتراب عن الحقيقة، لكن هل هذا الاغتراب وليد إفلاس الواقع أم إن إفلاس الفكر عالميا هو الذي أدى إلى إفلاس الوضع الإنساني من القيم؟”.

وشدد الكوني، وهو يتحدّث ضمن مداخلته في “ندوة الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل”، على أنّ “الديمقراطية الغربية صارت تتخذ وجها ديكتاتوريا قبيحاً، لكونها تود أن تسوّق تخريبها وتجديفها بحقّ الطبيعة والإنسان والقيم والعادات وتفرضه على الشعوب بالقوة”، مسجلاً أنّ “الغرب الذي قنّن أن تهان الأديان السماوية بدعوى الديمقراطية وأن يحرق المصحف بترخيص من السلطة لا يمكنه أن يكون مرجعا بالنسبة إلينا”.

كما قال الروائي الليبيّ، في المداخلة ذاتها، التي جاءت على هامش افتتاح الدورة 17 من مهرجان ثويزا بطنجة، إنّ “الغرب الذي يسعى إلى تخريب الطبيعة عبر شرعنة مسألة تحويل المذكر إلى مؤنث والعكس هو لا يعترض على الأخلاق فقط، بل يعترض أيضا على الحقيقة وعلى الطبيعة”، مردفاً: “هذا التحول ندينه حتى في اللغة، فكيف نقبل به في الواقع الإنساني؟”.

وحسب الكوني فإن التفكير في أي مشروع ثقافي يجب أن يراعي هذا التجديف الذي يحدث في العالم، “وذلك خصوصا لكون الغرب اليوم يمعنُ في فرضه علينا، والويل لمن يحاول أن يقاوم هذه النّزعة الجارفة”، مشيرا إلى أنّ “هذا بالطبع لم يكن ليحدث لولا الغيبوبة التي يعيشها العالم فكريا منذ الغزوات الجليلة: غزو العراق وليبيا واليمن وسوريا، بحيث خلت السّاحة الغربية من الأسماء المرجعية التي تستطيع أن توقف هذا المد وهذا التجديف”.

وعلى ضوء ذلك، فسّر المتحدث أننا “نعاني من استلاب ومن اغتراب ثقافي، بحيث اغتربنا عن الفلسفة وعن الثقافة وعن الفكر وعن الحقيقة والحكمة، وهذا ليس اختيارنا”، لافتا إلى وجود أسباب عديدة لهذا الوضع المتأزم، أبرزها “طغيان الأيديولوجيا”، التي “لا تقبلُ لنفسها بديلا ولا تقبل بالآخر محاوراً”، إضافة إلى “طغيان تقنية المعلومة، التي حولت الأكذوبة إلى حقيقة والعكس، وصارت تقدم لنا المعلومات بوصفها علما؛ وهذه خدعة، ففي وقت كنا نشك في المسلمات… صرنا نؤمن بالمعلومات”.

وأجمل الكوني مداخلته معتبراً أنّ “هناك حاجة لإيقاف هذا التّجديف الذي يحدث في العالم، وأن تتم مراجعة العلاقة مع الآخر، لكون الغرب ليس له مرجع اليوم يمكنه أن يؤثر للحدّ من تنامي ما يحصل، لا في مجال الفكر السياسي ولا في مجال الرواية ولا في مجال الشّعر”، خاتما بأننا في المقابل “يجبُ أن نستعيد علاقتنا الروحية بالمعرفة وبالكتب وأن نقرأ أنفسنا بالقراءة؛ هذا هو طريقنا نحوَ الخلاص لأنّ العالم الذي نستنجد به لن ينصرنا، لكونه ببساطة هو الذي نصب لنا هذا الفخ”.

إبراهيم الكوني التحول الجنسي الديمقراطية

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *