السودان: معاناة النازحين الفارين من الحرب.. قصص مأساوية مستمرة
زاد طول أمد الحرب معاناة النازحين الفارين من العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة مدني بولاية الجزيرة في ظل الإحجام الحكومي عن دعم دور الإيواء.
التغيير: مدني: عبدالله برير
مراكز الإيواء غير المؤهلة في الأساس لاستضافة النازحين ازدادت فيها أعداد النازحين مقابل ضعف الدعم الرسمي وغلاء المعيشة.
ووجد القادمون من العاصمة أنفسهم بين سندان العودة للحرب والتعرض لخطر الموت ومطرقة دور الإيواء التي لا تتوفر فيها مقومات الحياة.
الفقر والمرض
وكشفت النازحة خديجة احمد في حديثها للتغيير انها قدمت من ضاحية الكلاكلة القبة جنوب الخرطوم وإن اخواتها كن في منطقة الدخينات. وأضافت: نزحت رفقة اسرتي الصغيرة وشقيقاتي و زوجة أخي ومعنا اطفال.
وأضافت: منطقتنا كانت آمنة إلا أن شقيقاتي يسكنن قرب منطقة الاحتياطي المركزي التي كانت تعج بالاشتباكات وذهبت لإحضارهن وسط إطلاق النيران ومكثن معي قبل أن نأتي الى مدني.
ونبهت خديخة الي انهم في بداية الأمر اعتقدوا أن أمد الحرب لن يطول وإن الامور ستعود لطبيعتها ولكنها ساءت بحد وصفها.
ومضت قائلة: بالإضافة إلى اننا لم نكن نملك المال اللازم للسفر لكن شقيقنا ارسل لنا مبلغا لنغادر به.
اعتمدنا على ما تبقى من مواد غذائية توفرت في شهر رمضان مثل الدقيق والعدس والبليلة وكانت تسد رمقنا في ظل عدم وجود عمل لمن يعول الأسرة.
وحول مركز الإيواء الحالي قالت خديجة إن البعض يعاني من امراض مزمنة وان العناية الصحية معدومة وهنالك مرضى كلى وغدد وغيرها من الأمراض.
مناشدة للجهات الرسمية
والتقت التغيير بمحجوب وليم كوري الذي يتحدر من مدينة كادوقلي بجبال النوبة، وهو نازح من منطقة الحلفاية بضاحية الخرطوم بحري.
وقال محجوب: هذه الحرب اندلعت في منتصف الشهر يوم 15 أبريل بعد أن انقضى المرتب وكانت ظروفنا الاقتصادية سيئة وكنا نرى ونسمع بالقتل والسرقة والاغتصاب والتحرش من مليشبات الدعم السريع التي لم تتورع في ارتكاب الفظائع.
وتابع محجوب: استطعنا أن نصبر على هذه الانتهاكات لمدة شهرين كاملين ووجدنا الفرصة هدنة معلنة لنغادر الخرطوم إلى الجزيرة.
وكشف كوري عن مشاكل واجهته واسرته في مركز الإيواء الحالي، وقال: لدينا اكتر من اسبوع ونحن نعاني رغم اجتهاد الشباب المتطوعين وغياب الجهات الرسمية.
وأضاف: لولاهم ولولا مجهودات أهل الحي لمتنا من الجوع لدورهم الكبير ووقفتهم الحقيقية حتى في الاحتياجات الطيبة وتوصيل الكهرباء والماء وصيانة الحمامات وغيرها.
ووجه كوري رسالة للجهات الحكومية بضرورة الاهتمام بالغذاء للنازحين وتوفير العناية الصحية والصيانة لمركز الإيواء والاعتناء بالنساء والاطفال وكبار السن واصحاب الأمراض المزمنة.
ونبه محجوب إلى أنه حضر رفقة أفراد الأسرة مع رفض الوالدة ترك دارها رغم الرجاءات وقال: أصرت علي حراسة البيت وقالت انها ستحرسه من السرقات ، فقدت اثنين من زملائي المعلمين بالنيران واصيب احد اقرباىي وحدثت كل الفظائع وما زلت اتابع اخبار وفيات الجيران والاصابات عبر وساىل التواصل الاجتماعي بكل أسى بسبب هذه الحرب اللعينة.
مركز إيواء عشوائي
من جانبه، قال المتطوع مركز حبيب الله للنازحين بمدني الطريفي كمال عبدالله موسى، انهم كسكان للحي لم يتوقعوا ان تحضر الحكومة نازحين بمنطقتهم لأن المدارس غير مهيأة.
وأضاف: فوجئنا بوجود النازحين بدون توفير أي وجبة وقبل التأكد من جاهزبة المبني ووجود الكهرباء والماء.
وتابع : اجتمعنا في الحي وقمنا بالواجب وتابعنا مع الجهات الرسمية التي لم تقدم لما سوى الوعودات ونحن هنا من دون كوادر طبية او حراسة أمنية او وجبات،
فقط تلقينا زيارة من جمعية الهلال الاحمر وجمعية قطر الخيرية.
وختم بالقول: تركنا اهالينا واشغالنا واصبحنا نقف على احتياحات النازحين من الصباح الباكر حتى منتصف الليل، نتمنى ان تتوقف هذه الحرب ويعودوا لاهلهم ويحل السلام ربوع البلاد.
المصدر: صحيفة التغيير