هل أنت منهم؟ دراسة تكشف عن علامة فارقة عند الأشخاص ذوو الذكاء العالي وطن
Advertisement
وطنيُظهر الأشخاص الذين لديهم معدل ذكاء عالٍ اتصالاً وظيفيًا أكثر تطورًا وتواصلاً متزامنًا مع كلّ مناطق الدماغ، وينتج عن هذا تأثير غير متوقّع في واقع الحياة اليومية. فوفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، يستغرق الأشخاص الأذكياء وقتًا أطول لحل المشكلات المعقدة مقارنة بمن لديهم معدل ذكاء أقل.
يبدو أن هذا يرجع إلى أن الأشخاص ذوو معدل الذكاء المرتفع يتجنبون الاختصارات المعرفية، ما يزيد من فرصهم في الوصول إلى الإجابة الصحيحة. من ناحية أخرى، عندما يتعلق الأمر بالمشكلات الأبسط، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بحاصل ذكاء عالٍ يستجيبون بسرعة أكبر، بحسب ما أشار إليه موقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي.
أجريت دراسة شملت 650 مشاركًا لتقييم قدرتهم على حل سلسلة من المشكلات المنطقية معقّدة وصعبة. باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) ومحاكاة نشاط الدماغ، وجد الباحثون أن الأفراد الأكثر ذكاءً يستغرقون وقتًا أطول لحل أصعب المشكلات.
كما أظهرت نتائج الدراسة أيضًا أن الأدمغة ذات معدل الذكاء العالي أظهرت اتصالًا وظيفيًا أكثر وضوحًا وتزامنًا عاليًا. وهذه الخصائص على وجه التحديد هي التي تسمح للدماغ الأكثر ذكاءً بالحفاظ على نشاط مستقر ومتسق في أثناء معالجة المعلومات المعقدة، وفقًا لما ترجمته “وطن“.
في هذا الشأن، قال الدكتور مايكل شيرنر، المؤلف الأول للدراسة:”التزامن، أي تكوين شبكات وظيفية في الدماغ، يغير خصائص الذاكرة العاملة وبالتالي القدرة على البقاء لفترات طويلة دون اتخاذ قرار”.
وأضاف: “في المهام الأكثر صعوبة، يجب عليك تخزين التقدم السابق في الذاكرة العاملة أثناء استكشاف حلول أخرى، ثم دمجها مع بعضها البعض. وقد تستغرق مجموعة الأدلة هذه لصالح حل معين وقتًا أطول في بعض الأحيان، ولكنها تؤدي أيضًا إلى نتائج أفضل”.
كما أوضح: “تمكنا من استخدام النموذج لإظهار كيف يؤثر توازن تثبيط الإثارة على المستوى العالمي لشبكة الدماغ على صنع القرار والذاكرة العاملة على المستوى الدقيق للمجموعات العصبية الفردية”.
محاكاة الدماغ
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون محاكاة لنشاط الدماغ مصممة لكل فرد من بين 650 مشاركًا للوصول إلى استنتاجاتهم. وسمحت لهم هذه المحاكاة بنمذجة وإعادة إنتاج نشاط الدماغ الخاص بكل شخص، بناءً على البيانات الفردية وتقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
هذا وأوضح البروفيسور بيترا ريتر، المؤلف المشارك للدراسة: “يمكننا بشكل فعال للغاية تكرار نشاط الأدمغة الفردية، حيث اكتشفنا في هذه العملية أن هؤلاء في أدمغة السيليكو يتصرفون بشكل مختلف عن بعضهم البعض، وبنفس الطريقة التي يتصرف بها نظرائهم البيولوجيون. تتطابق الصور الرمزية الافتراضية لدينا مع الأداء الفكري وأوقات رد الفعل لنظيراتها البيولوجية”.
سلطت عمليات المحاكاة الضوء على أن الأفراد ذوو معدل الذكاء المنخفض غير قادرين على انتظار المناطق المختلفةمن دماغهم لإكمال مراحل المعالجة الخاصة بهم قبل استخلاص النتائج.
وفي المقابل، في العقول ذات معدل الذكاء المرتفع، يسمح التزامن العالي لجميع مناطق الدماغ بإكمال معالجتها، بتعزيز استجابة من المرجح أن تكون صحيحة. فضلاً عن أن التنسيق الأفضل بين مناطق الدماغ المختلفة لدى الأشخاص ذوي معدل الذكاء العالي يُتيح اتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة.