مغربيات بالسودان يطالبن برحلة إجلاء جديدة
تستمر معاناة مغربيات عالقات بالسودان في ظل نشوب الحرب وقلة المؤونة، مناشدات الملك محمدا السادس للتدخل وتنظيم عملية إجلاء جديدة تنقلهن إلى وطنهن، مؤكدات أن سبب عدم سفرهن في عملية الإجلاء السابقة هو بعد نقطة الالتقاء وخوفا من الخروج ومجابهة الرصاص أو حتى الاغتصاب في بعض الحالات.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن عدد النساء العالقات بالسودان يفوق خمسين امرأة لكل واحدة منهن طفل أو طفلين على الأقل، مشيرات إلى أن المصالح المختصة بالسفارة المغربية بالخرطوم أكدت لهؤلاء النساء أن “لا عملية إجلاء جديدة سيتم تنظيمها في القريب العاجل”.
وقالت “ف.ر”: “أنا لا أعيش بالسودان جئت رفقة ابنتي فقط لشهرين من أجل القيام بإجراءات إدارية، فإذا بي أجد نفسي عالقة هنا وزوجي في السعودية وأسرتي في المغرب، لم أجد طريقة للسفر لا لزوجي أو لأسرتي”.
وعن سبب عدم مغادرتها في الإجلاء الأول، أوضحت “ف.ر”: “كانت نقطة الالتقاء بعيدة وصعب علي الوصول إليها لوحدي رفقة طفلتي، خاصة أنه يتم اغتصاب النساء والفتيات في الطريق… لم أستطع المغامرة بطفلتي”.
وناشدت المواطنة المغربية ذاتها الملك محمدا السادس لإعطاء أوامره لتنظيم عملية إجلاء جديدة، قائلة: “إذا لم نمت بالحرب سنموت بالجوع والعطش”.
من جانبها، قالت: “خ.ع”، أمّ لطفل وطفلة، إن “الأوضاع مزرية جدا في الخرطوم”، لافتة إلى أن “كل يوم نعيش الرعب نحن وأطفالنا”، مؤكدة أنه أثناء الإجلاء الأول لم تستطع الالتحاق بالمغادرين، قائلة: “كانت الطريق صعبة جدا لم أستطع الوصول إليهم”.
وناشدت “خ.ع” الملك من أجل التدخل من جديد لتنظيم عملية إجلاء جديدة، قائلة: “نناشد الملك لإنقاذنا من الموت.. إن ظللنا هنا فموتنا سيكون محتما”.
يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أعلنت، منذ أشهر، بأنه “إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها جمهورية السودان وتدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد الشقيق، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لتأمين عودة المواطنين المغاربة من هذا البلد”.
وأفادت الوزارة ذاتها، في بلاغ صادر عنها، بأن الملك أعطى تعليماته لتنظيم جسر جوي، بتنسيق مع الخطوط الملكية المغربية، لتأمين عودة المواطنين المغاربة وعائلاتهم إلى أرض الوطن في أحسن الظروف”.
وجرى، منذ حينها، تنظيم رحلات جوية لإجلاء حوالي 300 مغربية ومغربي رفقة أطفالهم على دفعات.
وكان الوسطاء الأمريكيون والسعوديون أعلنوا، بعد أسبوعين من المفاوضات، التوصل إلى هدنة تعهّد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو باحترامها؛ إلا أنهم أكدوا أن “القتال في الخرطوم بدا أقل حدة (…) لكن المعلومات تفيد بأنهما انتهكا الهدنة منذ بدء سريانها رسميا”.
المصدر: هسبريس