خزانة والدي تضم أزيد من 3000 كتاب بـ5 لغات تم تسليمها للمكتبة الوطنية اليوم 24
قالت مُنى المساري، نجلة وزير الاتصال الأسبق الراحل محمد العربي المساري، إنّ أسرتها سلمّت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية حوالي 3 آلاف كتابٍ كانت في خزانة والدها، بالإضافة إلى عدد كبير من المجلات والجرائد والأقراص المدمجة، التي كان يحرص على اقتنائها من داخل وخارج المغرب.
وأضافت منى في اتصال بموقع “اليوم 24″، إن “عملية نقل الخزانة من البيت إلى المكتبة الوطنية كانت بمثابة جنازة ثانية لوالدي رحمه الله”.
وتابعت وهي غير قادرة على حبس دموعها، “لَم نكن نستطيع لمدة سنتين بعد وفاته الاقتراب من خزانته، وبعد ذلك قررت الأسرة تسليمها إلى المكتبة الوطنية تحقيقا لرغبته في أن يستفيد الباحثون منها عوض أن تظل حبيسة الرفوف”.
وقالت إن والدها كان حريصا على اقتناء الكتب عندما كان يسافر خارج المغرب. كان يحمل معه حقيبة منتفخة بالكتب والمجلات، وكان حريصا على ترتيبها وتصنيفها، مشيرة إلى أنه سلم جزءا منها في حياته لمؤسسة علال الفاسي ولمؤسسة عبد الخالق الطريس.
وذكرت بأن الأسرة سلمت سنة 2016، عددا من الوثائق الشخصية لوالدها لمؤسسة أرشيف المغرب، فيما قررت تسليم كتبه ومجلاته إلى المكتبة الوطنية.
وتتوزع هذه الكتب على مجالات الأدب والفكر وعلم السياسة والمذكرات، باللغة العربية والإسبانية والبرتغالية والفرنسية والإنجليزية.
بالإضافة إلى نسخ من الكتب التي ألّفها الراحل، والبالغ عددها حوالي عشرين كتابا، والتي همت مواضيع مختلفة: سياسية، اجتماعية وثقافية، منها “معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية (1967)”، “الاتصال في المغرب، من الفراغ إلى المقدرة (1992)”، “المغرب الافتراضي في الصحافة الجزائرية (2002)”.
وُلد محمد العربي المساري بتطوان في 8 يوليوز1936 وتوفي يوم 25 يوليوز 2015 بالرباط. وكان “الراحل رجلاً عصامياً، وإعلامياً مرموقاً، دبلوماسياً ناجحاً وسياسياً محنكاً”، وفق نبذة عن حياته منشورة بموقع مؤسسة أرشيف المغرب.
وبدأ مسيرته المهنية عام 1958 محررا ثم موظفا بمصلحة الإنتاج بالإذاعة والتلفزة المغربية لينتقل عام 1964 إلى جريدة “العلم” صحفيا ثم رئيسا للتحرير.
وجعله شغفه بالكتابة والصحافة يشارك مقالاته مع جرائد عالمية مثل “جريدة الاتصال” بأبو ظبي و”جريدة “القدس” بلندن، كما ساهم في إنشاء مجلتي “العلم السياسي للعلاقات الدولية” عام 1982 و”شؤون مغربية للعلاقات الخارجية للمغرب” عام 1995.
وتقلد الراحل خلال مسيرته العديد من المناصب العليا بالإدارة والسياسة وبالسلك الدبلوماسي، حيث عين سفيراً للمملكة بالبرازيل، وتم توشيحه بوسام من الحكومة البرازيلية عام 1991.
كما تم تعيينه وزيراً للاتصال (مارس 1998 إلى شتنبر 2000) في حكومة عبد الرحمن اليوسفي.
وظل حبه وشغفه بالكتابة مصاحباً له في جميع محطات حياته المهنية، ولم يقتصر فقط على نشر مقالاته بالجرائد والصحف.