الشعب السوداني خراف الاخوان!! السودانية , اخبار السودان
الشعب السوداني خراف الاخوان!!
بثينة تروس
أيها الشعب السوداني المكلوم في أتون الحرب التي أطلق عليها جنرالاتها أنها (عبثية).. أنتم خراف الأضاحي التي ظل الكيزان ينحرونها في سبيل التمسك بالسلطة، مكبرين ومهللين منذ ان استولوا على مقاليدها في عام 1989 ولاتزال الخديعة مستمرة، فتراهم مشمرين يتسقطون أحلام الجهاد الإسلامي، في محاولة بائسة لجعل حربهم العبثية هذه معركة مقدسة من اجل الوطن، يستنجدون بالضحايا للوقوف مع الجيش، يكلمون شعب لم يجد من قادتهم (الاخوانية) في سبيل التمكين سوي جلد السياط والمعتقلات وحمامات الدماء، لا يهمهم ان تراق من الشعب كل الدماء.. أنتم لديهم خراف التنظيم الإسلامي، وأضاحيهم ليست من خراف قاصية، بل كانوا يجدون متعة في فجيعة الشعب في أبنائه، ومن هم اَمنيين. كانت اول الاضاحي طلبة معسكر العيلفون، وهي مجموعة من الطلاب الذين زجوا بهم في اتون حرب الجنوب، كانوا يختطفونهم من الازقة والشوارع والحارات الطرفية، ليقتالوا الحركة الشعبية انابة عنهم، ويرهنون استلام شهاداتهم ودخولهم الجامعات، بشهادة اكمال معسكرات التجنيد والمشاركة في معارك الحرب في الجنوب.. كان جرم هؤلاء الصبية انهم تمنوا قضاء عيد (الأضحي) مع أهلهم وبين اخوتهم وحينما تم منعهم من ذلك غامروا بعبور النهر، فكانت النتيجة مجزرة دامية، حصدهم الرصاص غدرا في ظهورهم، ومن لم يمت منهم بالرصاص مات غرقا في النيل، ثم دفنوا دون معرفة أهلهم وذويهم، ولم يصلي عليهم احد، حيث اعتبروا ضحايا لمعركة بين كفار ومؤمنين!
الكيزان يجيدون التضحية بأبناء الشعب في شهر الحرمات ففي عام 1990 كانت مجزرة 29 رمضان من ضباط الجيش الذين تم اتهامهم بمحاولة انقلابية على سلطة انقلابية إذ تم قتلهم بأبشع الصور ودفن بعضهم أحياء في قبر جماعي وحتى الان لا تعرف اسرهم اين قبروا! لذلك لم يجد الاخوانيون ولجنتهم الأمنية حرجاً في أخريات شهر رمضان في ان يعيدوا الكرة مرة أخرى في يوم الاثنين الثالث من شهر يونيو من العام 2019 في سبيل الحفاظ على السلطة، فكانت مجزرة القيادة العامة، ولقد مثلت أفظع ما تم ارتكابه من جرائم دموية في هذا العصر تجاوزت جميع الأعراف الإنسانية.. والذي ينشطون هذه الأيام في التباكي والعويل من اعتداءات مليشيات الجنجويد علي الحرمات والقتل والاغتصابات والنهب والسرقة فإن يتناسون أن الجنجويد هم بضاعتهم ردت اليهم، والمواطنون شاة لا يضيرها السلخ بعد الذبح.
أما الأضاحي البشرية في الجنينة بسبب قتال قبلي مقيت، بين بعض منسوبي الدعم السريع وقبيلة المساليت فهو حدث يدمي القلوب، ولقد شهده قبلاً أهالي دارفور، حين كان كل ما يهتم به الاخوان المسلمون ليس نفي القتل وانما تقليل عدد القتلى! وانه ليس مئات الالاف وانما فقط 10 ألف قتيل، كأنهم لا يتدارسون (من قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) صدق الله العظيم. وسفك الدماء هي صنعة أجادها الكيزان حتى أقر بها الرئيس المخلوع البشير حيث قال (كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض لأتفه الأسباب) والذين يعرضون في حلبة الحرب العبثية اليوم، ولا يهمهم مقتل الف شخص وإصابة 4 الف أو نزوح 2.5 مليون سوداني، ولجوء ما يقدر ب 560 الف الي بلدان الجوار.. فهم يدلسون معرفة انها كذلك حرب يقاتلون فيها بعضهم البعض جيش ومليشيا دعم سريع، يتصارعون حول سرقة موارد البلاد، عبدوا لها الطريق بخلق الازمات الاقتصادية، والسياسية، والدينية، في سبيل العودة الي السلطة ليكون ذلك ممكناً. ماذا ينتظر الشعب من الكيزان الذين لم يتوبوا او يعتذروا عما اغترفت اياديهم الملطخة بدماء ضحايا الوطن في جميع ارجاء البلاد بل كان همهم الأوحد إطلاق سراح قادتهم المجرمين، ونصرة قيادات الجيش من الفاسدين.
لذلك فإن محاولة سوق الشعب كالخراف ليكونوا فداء لقادة الجيش الكيزاني بحجة استنهاض الحماس الوطني في القتال بجانب الجيش، هي عمل يائس في حرب خاسرة وقودها المواطنون المدنيون والجنود المستضعفين والمهمشين، فهي لا منتصر فيها، وان انتصر أي من الفريقان فإنه لا مصلحة او خير يرجي للوطن او المواطنين من هذا الانتصار، فلقد جربنا فعليا حصاد الفريقين المتحاربين معاً وشهدنا كيف فسد وباع الجيش موارد البلاد وارضها ولم يحفظ عرضها. وكذلك شهدنا مليشيات الدعم السريع، تهرب موارد البلاد من الذهب والمعادن ولا ترعي للدماء ولا للبيوت ولا للنساء ولا للرجال حرمة، وجميع ذلك بمباركة الكيزان، فهما وجهان لعملة واحدة، لا يؤمنان بالقانون او يحفلان بالعدالة.. لقد أمنا الإفلات من العقوبة، فأساءا رعاية حقوق هذه الشعب الصابر وهما معاً اليوم يمارسان أبشع أنواع الانتهاكات لحقوق الانسان..
يقيننا أنه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم، بالوحدة حول هدف إنهاء الحرب، فالحروب في أحسن أحوالها تقود إلى طاولات التفاوض وبالطبع هذا ما لا يرجوه الكيزان، فالسلام يهدم على رؤوسهم معبد الشمولية والفساد، فلقد شهدوا كيف يستبسل الشباب الديسمبريون لتظل السبل المؤدية للحرية والعدالة معبدة، أسلحتها السلمية والاستشهاد في سبيل السلام.. ثم ان كان يوجد في الجيش عقول مفكرة غير أدعياء الخبرة (الاسطراتيجية) فلابد من ان يخرج منهم الوطنيين الشرفاء من الذين لم يعميهم ولاء التمكين ليقودوا التفاوض، فالرابح الأوحد في الحرب هم تجار الحرب، فهي تأكل بنيها بلا رحمة، فلنوقف التضحية بأبناء هذا الشعب، ولنجرب التعايش السلمي.
المصدر: صحيفة التغيير