اخبار المغرب

إلغاء خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب .. نهج استباقي ودينامية تواصلية

تغييرات كثيرة طالت طريقة تواصل القصر الملكي مع الشعب منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، تُوّجت بإعلان إلغاء الخطاب الذي دأب الملك على إلقائه مساء 20 غشت من كل سنة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.

وحسبما جاء في بلاغ الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، اليوم الجمعة، فإن إلغاء خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب جاء لكون هذه المناسبة “تأتي مباشرة بعد خطاب العرش بأيام معدودة، وقبل الخطاب الملكي لافتتاح البرلمان”؛ فما دلالة هذا القرار؟

دينامية تواصلية

قرار القصر الملكي بإلغاء خطاب ثورة الملك والشعب يحمل عددا من الدلالات والرمزيات، “ويمثل خطوة ذكية تعكس في جوهرها حيوية تطوير مسائل عديدة لدى المؤسسة الملكية، مما يجعلها باستمرار محركا لعمليات التطوير داخل المجتمع والمؤسسات”، حسب تحليل محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية.

الدلالة الثانية التي يحملها القرار، يضيف بودن، في تصريح لهسبريس، هي “التأكيد على القيمة التاريخية لملحمة ثورة الملك والشعب، واستمراريتها في الذاكرة الجماعية المشتركة للمغاربة. كما أنه قرار يبعث برسالة واضحة الدلالة تتعلق بحرص المغاربة على ممارسة تاريخهم باستمرار بقيادة ملكية مجددة”.

وتابع بودن قائلا إن الخطب الملكية “تعبر عن أسلوب ملوك المغرب في التفاعل مع مسار التطورات الحاصلة في المجتمع المغربي والعلاقات الدولية للمغرب، وبالتالي يتم تكييفها وتكثيفها لتلامس الانتظارات والحلول”.

نهج استباقي

منذ توليه العرش غيّر محمد السادس عددا من قواعد التواصل مع الرأي العام، وظهر ذلك أولا من خلال تقليص المدة الزمنية للخطب التي يلقيها في المناسبات الرسمية، والتي لا تتجاوز في بعض الأحيان بضع دقائق، وتلا ذلك إصدار القصر الملكي بلاغات حول الحالة الصحية للملك.

وأوضح بودن أن قرار إلغاء خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب “مؤشر على تغيير المقاربة وإعادة النظر في تجربة مطبقة”، مشيرا إلى أن إخبار الرأي العام بهذا المستجد قبل أوانه بحوالي شهرين “يختزن نهجا استباقيا درءا لكل تأويل أو التباس”.

وانطلاقا من قراءته لمبرر القصر الملكي إلغاء خطاب ثورة الملك والشعب، اعتبر بودن أن هذا المستجد “يمكن ادراجه ضمن المتغيرات التي تعبر عن قناعة وفلسفة عملية لها ميل نحو التركيز والتواصل النوعي والعملي”.

وزاد موضحا أن “أهمية مضمون خطاب ذكرى عيد العرش وقيمته الاستراتيجية تتطلبان تفاعلا لمدة أطول من قبل المؤسسات والمهتمين والمواطنين، وانكبابا على إدراك وتفعيل مضامينه”، مضيفا أن معدل خطابين في ظرف 20 يوما وفي ذروة العطلة السياسية والاجتماعية فرض هذا التقييم الجديد.

ولفت المحلل السياسي ذاته إلى أن ذكرى ثورة الملك والشعب لن تكون المناسبة الوحيدة التي استمرت بدون توجيه خطاب ملكي بعد القرار الأخير، مشيرا إلى أن ملوك المغرب سبق لهم في فترات سابقة توجيه خطب إلى الأمة المغربية في مناسبات دينية ووطنية كعيد الاستقلال وعيد الشباب، واستمرت المناسبات بدون خطاب ملكي.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *