المذيعة إيمان بركية لـ «التغيير»: الخطاب الإعلامي غير المسؤول يشعل الحروب الأهلية
بعد أن أجبرتها حرب الخرطوم على النزوح شمالا؛ تطل المذيعة ايمان بركية عبر شاشة قناة ولاية الشمالية مقدمة لبرنامج «السودان أولاً»، إلى جانب برمجة خاصة مرتبطة بعيد الأضحى المبارك.
التغيير _ دنقلا
«على الرغم من وجود قاعدة تقول بأن الإعلامي لابد أن يكون محايداً لكنني منحازة باستمرار للمواطن»
بحسب الإعلامية إيمان بركية فإن المواطن السوداني في ظل الحرب الدائرة الآن يقع على عاتقه حماية نفسه وتهيئة ظروفه المعيشية مشيرة إلى أن المعاناة ملتصقة به طوال حياته. لذلك تجد نفسها مضطرة للإنحياز إلى قضاياه.
و إيمان بركية هي مذيعة سودانية إرتبط اسمها ببرامج المنوعات في العديد من القنوات السودانية بدأت حياتها المهنية من تلفزيون السودان ومن ثم إنتقلت إلى قناة الخرطوم وسطع نجمها في قناة الشروق و قدمت العديد من برامج المنوعات و التوثيق و البرامج الحرارية.
وترى المذيعة أن الإعلامي يمكن أن تكون لديه انتماءات وولاءات حزبية على سبيل المثال لكنه وقت العمل يجب أن يكون ملكا للجمهور ولابد أن يكون متوازناً.
وأكدت بركية أن ما يميز الشعب السوداني هو التنوع محذرة من ارتفاع خطاب الكراهية الذي سيفتح الباب أمام الحرب الأهلية الشاملة.
وناشدت الإعلاميين بالعمل على نبذ خطاب الكراهية مشيرة إلى أنهم يحظون بقبول مجتمعي عالي يمنح خطابهم تأثيراً كبيراً يفوق تأثير الخطاب السياسي.
واتهمت بركية الكثير من المؤسسات الإعلامية بأنها صاحبة أجندة، مطالبة في الوقت نفسه أن يظل الإعلام منفصلاً عن الحكومات والسياسة ليعمل بمهنية في جميع الظروف.
عانت بركية إبان ثورة ديسمبر من الإيقاف عن العمل لمدة 6 أشهر بسبب ارتدائها للون الأسود حداداً على شهداء الثورة وترحمها عليهم.
وقالت بركية في مقابلة مع «التغيير» : «تعرض الإعلام للقمع الشديد في تلك الفترة ومن قال كلمة حق اضطر للبقاء في المنزل»!
النزوح للجذور
جاء اختيار المذيعة إيمان بركية للنزوح شمالاً نسبة لأنها تنحدر من منطقة أرقو، لكنها اختارت الاستقرار في عاصمة الولاية، دنقلا من أجل العمل في قناة الشمالية، مقدمة برامج ومدربة في الوقت نفسه.
حيث انخرطت فوراً في تقديم دورة تدريبية متخصصة للعاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون. كما انضمت لفريق مقدمي برنامج «السودان اولاً».
وقالت لـ «التغيير» إن البرنامج مباشر يومي يقدم صورة دقيقة حول الوضع الراهن والحراك السياسي بما يخدم الولاية الشمالية وجميع السودان، يبث في تمام الساعة 7 م.
إيمان بركية “الولاية الشمالية منطقة حيوية الآن وبها المعابر الحدودية مع دولة مصر”.
من القومية للولائية
المذيعة التي كانت تقدم عدداً من البرامج في القنوات القومية بالعاصمة أضطرتها ظروف الحرب والنزوح للعمل في قناة ولائية لكنها لا تشعر بأي اختلاف!
وقالت “لا يهم أين يظهر الاعلامي، هذه مجرد شكليات، المهم المحتوى الذي تقدمه”.
دعما لوجهة نظرها هذه،حكت بركية لـ «التغيير» عن انتقالها للعمل في قناة الخرطوم بعد أن عملت في قناة السودان في وقت كانت فيه قناة الولاية بثها أرضي ولا يتعدى حدود الخرطوم.
إعلام الحرب
تسعى المذيعة بركية للعمل على الاستفادة من المنصة الإعلامية التي انضمت إليها لمساعدة الجماهير التي تعرضت لصدمات الحرب، وفقد الأعزاء والممتلكات عبر تقديم مادة إعلامية تتضمن الإرشاد النفسي.
وكانت تخطط قبيل انتقالها شمالا لتنفيذ هذه المبادرة عبر صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعية، لكن حال دون انطلاق مشروعها سوء حال الانترنت والاتصالات بعد اندلاع الحرب.
المصدر: صحيفة التغيير