افتتاحيات صحف الإمارات
الجمعة، ٣٠ يونيو ٢٠٢٣ ٨:٤٣ ص
أبوظبي في 30 يونيو /وام/ أجمعت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم، على رفض واستنكار الإساءة للأديان والمقدسات والمعتقدات بذريعة حرية التعبير، مؤكدة في هذا السياق أن سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بإحراق نسخة من القرآن الكريم بالاعتماد على هذه الذريعة، يمثل في حده الأدنى تنصلا من المسؤولية، وقد يتجاوز ذلك إلى المشاركة والتحريض على هذا الفعل المشين.
وقالت صحيفة “الاتحاد” في افتتاحيتها تحت عنوان “احترام المقدسات”، إن السماح لمتطرفين في السويد بإحراق نسخة من القرآن الكريم، استفزاز يؤجج مشاعر المسلمين حول العالم، ويستوجب تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي والحكومة السويدية لوقف مثل هذه الإساءات التي تعمق المواجهة القيمية والأيديولوجية، ومشاعر الكراهية والتعصب، معتبرة أنّ أقل ما يوصف به هذا “السماح” هو أنه تهرب من المسؤولية الدولية، وعدم احترام للقيم الاجتماعية.
ورفضت الصحيفة استخدام حرية التعبير مسوِّغاً لأفعال شنيعة تكرّس للكراهية والتناحر، وتستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وفي مقدمة ذلك الاعتداء على الرموز والمقدسات الدينية، مؤكدة أن العالم اليوم أحوج من أي وقت مضى، إلى العمل فريقاً لدعم مبادئ التسامح والتعايش السلمي، وهي أسس ينبغي رعايتها والالتزام بها إذا أرادت الدول والحكومات تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
ونوهت الصحيفة بمبادرة الإمارات إلى تقديم مذكرة احتجاج سلمتها إلى ليزلوت أندرسون، سفيرة مملكة السويد لدى الدولة، وأكدت فيها على ثوابت احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، وذلك انطلاقاً من إيمانها بأن خطاب الكراهية والتطرف لا يؤدي إلا إلى المزيد من النزاعات وتصعيدها وتكرارها، ويؤثر سلباً على تحقيق السلام والأمن في العالم أجمع، خاصة أن مثل هذه الأعمال البغيضة لا يمكن قبولها بأي مبررات.
بدورها قالت صحيفة “الخليج” إن السلطات السويدية ارتكبت انتهاكاً صريحاً لمبدأ حرية التعبير، عندما سمحت لزمرة من المتطرفين بتمزيق وإحراق نسخة من القرآن أمام مسجد ستوكهولم، في يوم عيد الأضحى المبارك، وإنها تعدّ بذلك مُشاركة في عمل يعتبر تحريضاً على الكراهية، والإساءة إلى أحد الأديان السماوية الذي يعتنقه مليارا مسلم، يشكلون 25% من سكان المعمورة.
وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان “إحراق القرآن وحرية التعبير”، أن حق حرية التعبير والرأي الذي أقرته المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مقيد باحترام حرية الآخرين وآرائهم ومعتقداتهم، وإلا فإن حرية التعبير العشوائية، وخارج أي قيد، تتحول إلى اعتداء على حرية الإنسان، خصوصاً إذا كان هدف التذرع بحرية الرأي هو إثارة الكراهية والتمييز والعداء والعنف، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي، مبيّنة أن التصدي لخطاب الكراهية لا يعني مطلقاً تقييد، أو حظر حرية التعبير.
وأعادت “الخليج” التذكير بالعديد من الاعتداءات التي وقعت على الدين الإسلامي في الدول الغربية، ومن بينها إحراق نسخ من القرآن الكريم، والإساءة إلى رسول المسلمين النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن هذه الاعتداءات تعبير عما يكنّه تيار واسع من المتطرفين في تلك الدول من حقد وكراهية تجاه المسلمين، ودينهم، كتعبير عن «إسلاموفوبيا» متأصلة لديهم نتيجة حقبة متعلقة بالهيمنة الأوروبية، وعقدة الشعور بالتفوق والاستعلاء التي تولد الجهل في عدم معرفة الآخر، ومعتقداته، وإيمانه. وبالتالي، فإن الإساءة إلى أي رمز ديني لا يعد سلوكاً ينم عن حرية، أو حضارة، بل ينم عن فقر حضاري، وأخلاقي، وديني.
ولفتت الصحيفة إلى قيام وزارة الخارجية الإماراتية باستدعاء سفيرة السويد لدى الدولة ليزلوت أندرسون، وإبلاغها احتجاج الإمارات واستنكارها الشديدين على سماح حكومة السويد لمتطرفين بحرق نسخة من القرآن الكريم، وتشديدها على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية التي تؤثر سلباً على تحقيق الأمن والسلام، ورفضها استخدام حرية التعبير كمسوغ لمثل هذه الأفعال الشنيعة.
وختمت “الخليج” افتتاحيتها بالقول إن ما جرى فعل يستفز مشاعر المسلمين، ويتنافى مع قيم الآخر ومعتقداته ومقدساته، وينسف كل جهود نشر قيم التسامح والاعتدال.
إبراهيم نصيرات
المصدر: وكالة انباء الامارات