كوابيس تقض مضجع وزانيين قبيل الأضحى
ككل عام تستقبل ساكنة مدينة وزان والجماعات الترابية المجاورة لها مناسبة عيد الأضحى بكثير من الاستعداد وغير قليل من الخوف من أن تتحول المناسبة الدينية إلى كابوس ينغص فرحة العيد جراء نقص المياه، خاصة أن ذاكرة الساكنة حبلى بسوابق سيئة تجاه هذا المشكل.
وبينما تستعد غالبية الأسر المغربية لاستقبال العيد الكبير، تسابق ساكنة دار الضمانة الزمن لتخزين لترات من الماء تحسبا لانقطاع هذه المادة الحيوية عن صنابير اعتادت غياب الماء الصالح للشرب في كل وقت وحين.
مخاوف وهواجس
خلف الفرحة وموجة الاستعداد التي ترافق إحياء شعيرة الأضحى بمدينة وزان، تتوارى مخاوف جمة من قبل ساكنة المدينة والقرى إزاء القدرة على تأمين الحاجيات الضرورية من “إكسير الحياة” خلال عملية ذبح الأضاحي، خاصة في ظل غياب تواصل أو تطمينات من الجهات المسؤولة وموجة الحر التي سجلها المحرار طيلة الأيام السابقة؛ الشيء الذي ينذر بكارثة.
هذه المخاوف وغيرها عبر عنها عزيز حلالي، فاعل مدني ومستشار جماعي سابق، الذي اعتبر في تدوينة على جدار صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “المنهجية التواصلية تقتضي إصدار بلاغ بخصوص توفر الماء من عدمه يوم عيد الأضحى”، مضيفا أن “هذا السلوك يبقى أقل ما يمكن أن تقوم به الجماعة الترابية، غير ذلك يبقى مجرد بروبگاندا سياسية”.
تواجه العديد من ساكنة إقليم وزان، خاصة بجماعتي سيدي رضوان وزومي، صعوبات في الوصول إلى جلب “إكسير الحياة” من العيون والسقايات لتدبير احتياجاتهم اليومية، في مناسبة يزداد فيها الإقبال على هذه المادة الضرورية.
ويعد إشكال نقص الماء وموجة العطش مشكلا عويصا وعبئا إضافيا ينغص فرحة اليوم المبارك بوزان والنواحي؛ وهو الموضوع الذي سبق أن أطاح برؤوس مسؤولين إقليميين وأثار موجة احتجاجات بلغ صداها قبة البرلمان، كما شكل موضوع لقاءات برحاب عمالة الإقليم دون أن تفلح في تخفيف وطأة العطش.
وفي هذا الصدد، طالب عبد الصمد الدكالي، عن جمعية حماية وتوجيه المستهلك، الجهات المسؤولة بتنزيل ما تبقى من التوصيات التي تم الاتفاق عليها في اللجنة المحلية المشتركة، خاصة ما تعلق منها بالماء الصالح للشرب.
وأضاف أن هواجس الانقطاعات المتكررة صبيحة العيد من المشاكل التي تؤرق بال الوزانيين، على الرغم من التزام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وجماعة وزان بعدم تكرار مآسي السنوات الفارطة خاصة في الأحياء العليا.
وأوضح الدكالي لهسبريس أن التخوف من اخضرار اللحوم، الذي كانت ضحيته آلاف الأسر قبل 4 سنوات، يعود ليغذي شائعات وأنباء عن وجود رؤوس أغنام غير مرقمة جرى تعليفها مخلفات الدجاج وبعض الأدوية المحظورة.
وأهاب عضو الجمعية المذكورة بكافة المواطنين من أجل الالتزام بالإجراءات الصحية المتعلقة بالذبح والسلخ وتقطيع الأضاحي ووضعها في المبرد مباشرة بعد الذبح، نظرا للارتفاع المفرط في درجات الحرارة.
وتستقبل ساكنة الجماعات الترابية بإقليم وزان، خاصة سيدي رضوان وبني كلة وجماعة تروال وساكنة دوار أقرار بجماعة زومي، مناسبة “العيد الكبير” على وقع جفاف أصاب صنابير السقايات التي برزت دون أن تضخ مياه.
يشار إلى أن ساكنة الجماعات الترابية سالفة الذكر تعيش على وقع شبح العطش طيلة 4 أيام، حيث خاضت ساكنة دوار أقرار بجماعة زومي وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة وزان للتنديد بهذا الوضع المسجل.
المصدر: هسبريس