اخبار المغرب

قيادة المغرب لكونفدرالية الألعاب الرقمية تكرس إشعاع “الدبلوماسية الرياضية”

انتُخب المغربي هشام الخليفي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية، بالإجماع رئيسا للكونفدرالية الإفريقية للرياضات الرقمية، المشتهرة اختصارا تحت اسم (ACDS)‏.

المغرب تبوأ هذا المنصب القاري الجديد، الذي تم إقراره بحضور ومشاركة 40 دولة إفريقية، خلال الجمع العام التأسيسي للكونفدرالية الإفريقية لهذا النوع من الرياضات، والذي انعقد الاثنين 26 يونيو 2023 بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.

ويعزز انتخاب الخليفي لقيادة الكونفدرالية الإفريقية للرياضات الإلكترونية والرقمية مكانة المغرب الرائدة على الصعيد القاري، كما أنها تكريس غيرُ خافٍ لتألقه وبسط سيطرته على عدد من مناصب المسؤولية الرياضية في عدد من الفروع والأنشطة طيلة العقد الأخير.

وأجمعت نقاشات المشاركين في الجمع العام التأسيسي على فكرة مفادها “ضرورة تطور إفريقيا في مجال الرياضة الرقمية، مع النهوض بتطوير منظومة متكاملة لهذه الممارسة في القارة”، مقترحين الجمع بين هيئات إدارة الرياضة الرقمية الوطنية في جميع البلدان الإفريقية ضمن إطار تنظيمي وعملي موحد.

سبْق مغربي

تعليقا على دلالة الحدث والزخم القاري المرافق له، قال الدكتور منصف اليازغي، الباحث المغربي المتخصص في السياسات والنظم الرياضية، أنه “يُحسَب، أولا، لـهشام الخليفي تفكيرُه مسبقا في إنشاء جامعة خاصة بالرياضات الإلكترونية بالمغرب؛ لأن هناك اتجاها قويا لدول العالم كله نحو اعتماد هذا النوع من الرياضات التي تعرف تنظيم بطولات عالمية وقارية، كان المغاربة يشاركون فيها بشكل انفرادي”.

وأضاف اليازغي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عملية تجميع الكفاءات المحلية في الرياضات الرقمية، والتي ظهرت بجلاء في النسخة الأخيرة لمعرض الرياضة بالدار البيضاء، كشفت عن عزم مغربي راسخ على رسم مسار رياضي مغربي خالص ليس فقط عبر الرياضات الكروية والعادية، وإنما أيضا تلك التي تتخذ من الفضاء الإلكتروني مسرحا لها”.

وسجل الباحث في الشأن الرياضي بإيجابية السبق المغربي إلى تفعيل مثل هذه المبادرات، قائلا: “المغرب حين يستضيف هذه التظاهرة التنظيمية غير المسبوقة بمشاركة 40 دولة إفريقية وهو عدد لم يسبق أن كان في أي جمع تأسيسي لاتحاد رياضي قاري بإفريقيا فهو يكرس قدرة المغرب على تنظيم المناسبات الكبرى على الصعيد القاري”.

“الدبلوماسية الرياضية”

في معرض حديثه لـ هسبريس، أكد اليازغي أن “من بين أبرز عناصر الدبلوماسية الرياضية، في صيغتها المعاصرة، هي استضافة تظاهرات وأحداث كبرى جامعة”، منوها باعتماد “منطق جمع تأسيسي لكونفدرالية إفريقية مختصة في صنف رياضي صاعد بقوة، فإنه ليس غريبا على البلد المحتضن للجمع أن يظفَر برئاسة الاتحاد”.

المتحدث نفسه وضع هذا الأمر في سياق وصفه بـ”الخاص تعيشه كرة القدم المغربية والرياضة الوطنية بصفة عامة”، لافتا إلى أن “الانتباه للجانب الإلكتروني واقتحامه رياضيا يثير مزيدا من التوْق لدى فئة الشباب المغربي والإفريقي لهذا النوع من الرياضات التي تعتمد أساسا حاملا رقميا”.

وزاد موضحا: “ترؤس المغرب للاتحاد القاري للرياضات الإلكترونية لا يمكن إلا أن يكون نافذة لدخول المملكة إلى الهيئات التنظيمية للاتحادات الدولية المختصة، مدفوعا بحركية وصحوة كبيرة نعيشها في مختلف الرياضات، يؤكدها هذا الانتخاب”.

وخلص الخبير الرياضي ذاته إلى أن “عدد مرتادي وممارسي الرياضات الإلكترونية أو على الحوامل الرقمية سواء بالمغرب أو إفريقيا، مع انتشار شبكة الإنترنيت بشكل واسع بين فئة الشباب (المهيمنة على هرم السكان)، سيكون بالآلاف ما يجعلها تفوق كرة القدم نفسها”، خاتما بأن “رقم معاملاتها في تزايد مستمر، سواء من حيث الاستهلاك أو الإنتاج”.

جدير بالذكر أن هشام الخليفي، الرئيس المنتخب للجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية، قال، في تصريح لوسائل الإعلام عقب انتخابه بالإجماع رئيسا للكونفدرالية الإفريقية للرياضات الرقمية، إن “الجمعية العامة التأسيسية لـ ACDS تفتح عصرا جديدا مثيرا للرياضة الرقمية في إفريقيا”، مشددا على أهمية الانخراط في “صناعة الرياضة الرقمية العالمية من خلال خلق فرص للاعبين الموهوبين، وتعزيز الإدماج وإثارة حماس الجماهير. نحن ننظر إلى الأمام للتعاون مع جميع الفاعلين الرئيسيين لتعزيز مهمتنا المشتركة”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *