سانشيز يدعو إلى تشبث إسبانيا بالموقف الداعم للحكم الذاتي بالصحراء المغربية
قبل أسابيع على خوض المعركة الانتخابية، جدد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسباني، موقفه الإيجابي من مخطط الحكم الذاتي المغربي، معتبرا أن “مدريد ليست وحدها التي تدعمه، بل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي أيضا”.
وتحمل تأكيدات سانشيز دلالة زمنية قوية، إذ تأتي قبيل الخوض في الانتخابات التي تسبقها حملات دعائية عنوانها البارز الجار الجنوبي المغرب.
تصريحات سانشيز الداعمة للعلاقات الإيجابية مع الرباط هي الثانية بعد خروج وزير خارجيته، إيمانويل ألباريس، في تصريحات شديدة اللهجة إلى زعيم الحزب الشعبي اليميني، فاييخو، أكد من خلالها على أهمية العلاقات مع المغرب.
رئيس الحكومة الإسباني اعتبر أنه “منذ 50 سنة لم ير المجتمع الدولي حلا نهائيا لنزاع الصحراء المغربية”، مشددا بذلك على أن “مدريد يجب أن تبقى في موقفها الداعم لمخطط الحكم الذاتي بأقاليم الصحراء”.
في سياق ذلك أورد المسؤول الإسباني: “المغرب جار إستراتيجي، يفيدنا اقتصاديا، ويمكننا من ولوج قارة مهمة كإفريقيا”، مضيفا أن “التعاون معه يتم بشكل إيجابي”.
رسالة داخلية
وحول الدلالات الزمنية لتصريحات سانشيز، قال الحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية، إن “تأكيده على دعمه مخطط الحكم الذاتي يأتي كرسالة للناخب الإسباني، باعتبار أن العلاقات مع المغرب لها نفع واضح على مصالح مدريد”.
وأضاف أقرطيط في حديث لهسبريس أن “سانشيز يريد إعلام الإسبان بأن موقف بلاده من مخطط الحكم الذاتي له بعد سيادي، وإستراتيجي، وله استجابة قوية لجميع التحديات التي تحوم حول المنطقة”.
“هنالك حالة من التموضع الجديد لإسبانيا من قضية الصحراء المغربية، عبر دعم الحل الوحيد لهذا النزاع”، يتابع المتحدث ذاته، مفسرا بذلك أن “تأكيدات سانشيز الجديدة تبرهن على رغبته في إبراز فوائد هذا القرار، سواء على المحيط الداخلي أو الخارجي، بعيدا عن الاسترزاق السياسي الذي يمارسه اليمين في لهجته الانتخابية”.
وشدد الخبير في العلاقات الدولية ذاته على أن “مصالح إسبانيا في المغرب، وإفريقيا، لا يمكن أن تتحقق دون اتخاذ موقف إيجابي من قضية الصحراء، وهو ما تعيه الدولة الإسبانية حاليا”.
رسالة للحكومة المقبل
من جانبه قال العمراني بوخبزة، خبير سياسي مختص في الشأن الإسباني، أن “سانشيز أرسل رسالة واضحة لمن مازال يشكك في أهمية قرار إسبانيا دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي”.
وأضاف بوخبزة ضمن تصريح لهسبريس أن “رئيس الحكومة الإسبانية أراد أن يخبر كل من سيجلس على كرسي الحكم مستقبلا، مهما كانت النتائج، بأن العلاقات بين مدريد والرباط غير قابلة لإعادة النظر على الإطلاق”.
“قرار إسبانيا من مخطط الحكم الذاتي سيادي، ومن يريد ترؤس الحكومة المقبلة عليه أن يعلم أن هذا الأمر غير قابل للنقاش”، يورد المحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني، قبل أن يستدرك بأن “المغرب موضوع سائغ داخل الحملة الانتخابية بالجارة الشمالية، وهو ما يعلمه سانشيز جيدا، وبه أراد تبيان العوائد المهمة للعلاقات مع الجار الجنوبي”، وتابع بأن “سانشيز ينبه الناخب الإسباني من مسألة أن العلاقات مع المغرب لها بعد مهم، يتجاوز التعاون في الأمن والهجرة، ويصل إلى فتح أبواب استثمارية واعدة لمدريد في القارة الإفريقية”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “رئيس الحكومة الإسباني متمسك بموقفه من قضية الصحراء المغربية، وذلك بسبب وعيه بأن نسبة كبيرة من الإسبان يشاركونه الموقف نفسه”.
المصدر: هسبريس