خالد عمر يوسف يكتب: اعتزال الفتنة هو مكان القوى المدنية
خالد عمر يوسف
قلناها قبل اندلاع الحرب، وكررناها عند اندلاع شرارتها الأولى. هذه حرب لا منتصر فيها، ومآلاتها واضحة للعيان وهي امكانية تحولها لحرب ذات طبيعة إثنية وقبلية “الجنينة، كتم، طويلة، زالنجي”، واحتمالية أن تقوي نزعات تفتيت كيان وحدة الدولة “غرب دارفور، جنوب كردفان”، والقادم أسوأ وهو نذر تحولها لحرب عابرة للحدود تعلو فيها الاجندات الخارجية ويصبح جميع أهل السودان بلا قدرة على ايقافها، وتصبح السيادة والقرار الوطني أثراً بعد عين.
المخرج واحد فقط وهو يضيق يوماً بعد يوم .. حل سياسي سلمي شامل، يجعل هذه الحرب آخر حروب السودان بمعالجة الأسباب الحقيقية التي أدت لفشل الدولة السودانية بل وقرب انهيارها، وعلى رأسها الوصول لجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة وصراعات السلطة ويتفرغ لمهام حماية حدود البلاد وأمنها.
سنظل متمسكين بهذا الخيار، وسنحفر الصخر بأظافرنا حتى تسكت أصوات البنادق وتعلو رايات التعقل والحكمة، لن نستمع للخطابات الغوغائية ولن ترهبنا المزايدات والأكاذيب الفارغة.
واجب القوى المدنية الديمقراطية أن توحد صفها وتطرح مشروعاً وطنياً متكاملاً لوقف الحرب وبناء السلام تحت ظل دولة مدنية ديمقراطية، تتكاتف سواعد ابناءها وبناتها لإعمار ما خربته الحروب وسوء الحكم والإدارة. القوى المدنية ليس مكانها أن تجلس في مقاعد مشجعي الأطراف المتقاتلة مرددة هتافات المساطب الشعبية، بل أن دورها هو أن تجترح الحلول وتعتزل الفتنة ولا تؤجج نيران الحرب وتخمد أصوات الكراهية والعنصرية وتبني سودان المستقبل.
المصدر: صحيفة التغيير