رقي: "مشروع القراءة" مُفرِح .. و"القطارات" محطّة مقبلة لتشجيع المطالعة
جهود حثيثة لرعاية القراءة بالمغرب وتنميتها، خاصة في صفوف التلاميذ والطلبة، تقوم بها شبكة القراءة بالمغرب التي توّجت دفعة جديدة من القارئات والقراء في ختام فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
شبكة القراءة تدعم أيضا قراءة “الكتاب المغربي” المكتوب بالعربية والفرنسية ولغات أخرى، والكتابات العالمية المترجمة إلى اللغة العربية من طرف مغاربة، كما تتوّج سنويا مسؤولي النوادي المشجّعة على القراءة في المؤسسات التعليمية بمختلف أنحاء البلاد.
جريدة هسبريس الإلكترونية حاورت الرئيسة الجديدة لشبكة القراءة بالمغرب، رشيدة رقي، وسألتها عن برامج الشبكة وانخراطها في المبادرة الجديدة المدعومة رسميا، المسماة “المشروع الوطني للقراءة”، ومبادراتها القادمة التي من المرتقب أن تدعم تصفح الكتاب في فضاءات عمومية بالبلاد، من بينها القطارات.
سنويا، ينظّم بمعرض الكتاب حفل يكرّم القرّاء الأطفال والشباب المتميّزين على الصعيد الوطني، ما أهمية هذه المبادرة في دعم القراءة والكتابة بالمغرب؟
هو حفل لتتويج القراء، ونحن في دورته التاسعة، وهو تتويج لعمل كل سنة. هذه السنة كان هناك ثمانية قراء فائزون، وتوّجنا النوادي القرائية، ونتوّج الكُتّاب بصوت الشباب، بعد برنامج قرائي للأدب المغربي، يهدف للاحتفاء بالكُتّاب المغاربة، خاصة وأن هناك تراكمَ إبداع جميل، ونمد بذلك الجسور بين الكتاب المغربي والقارئ الشاب.
الجديد هذه السنة في المغرب، هو إطلاق وزارة التربية مشروعا وطنيا للقراءة، ونحن في شبكة القراءة بالمغرب منخرطون بقوّة في هذا البرنامج، ونحفّز النوادي 200 التي تشتغل معنا في المغرب كلّه لتشارك، وفي السنة المقبلة سنطلق مشاريع جديدة في فضاءات مثل القطارات، لأنها فضاء للقراءة، وسنعود إلى المخيّمات، مع مشروع “القراءة بالمخيّمات” الذي سنخدم به هذا “المشروع الوطني”. نحن سعداء بوجود برنامج وطني يدعم القراءة، وقررنا الاشتغال في إطاره.
لماذا تركّز “شبكة القراءة” اهتمامها على “الكتاب المغربي” والقارئ الشاب؟
نهتم بالكتاب المغربي انطلاقا من شعارنا حول القراءة سبيلا للتربية على المواطنة، ونعتبر أن هذه الأخيرة غير ممكنة دون الاهتمام بما هو محلي؛ ليحسّ الإنسان بالاعتزاز، وبأن له رموزا، وفكرا، وإبداعا في بلاده.
أحيانا يأتي الشباب بكتب للتنمية الذاتية وكتب من الشرق، ويغرمون بها ويعلقون في هذه الدائرة، وما نريده هو فتح الآفاق، وتقدير إنتاجنا المحلي الموجود، فالمغاربة يكتبون، والقرّاء إذا قرؤوا بكثرة سيتحسّن هذا المنتوج.
نهتم بالشباب لأننا نعتبر الشبكة جمعية للتكوين أيضا، فنكوّن الشباب على العمل المناضل والعمل الجمعوي، وأن يصبحوا فاعلين في المجتمع، وألا يكونوا سلبيين يفكّرون في دائرة ضيّقة، بل نريدهم مفكّرين في دائرة أوسع هي الوطن.
تكوين الشباب يحتاج تعليمَهم أخذ القرار، لذا في “جائزة الشباب للكتاب المغربي” القارئ الشاب هو الذي يقرّر من أحسن كاتب في المغرب، وهذا برنامج يُفرح الكُتّاب كثيرا لأنهم يسعدون بأن الشباب اختارهم اختيارا عفويا جميلا قادما من الشغف بالكتب ومحبتها.
هل تحمل رسالة قراءة “الكتاب المغربي” دعوة إلى الانفتاح؟
الانفتاح ضروري، لذا نحتفي في جائزة الشباب للكتاب المغربي بالمترجمين المغاربة، ومن بين ما قرأناه الرواية الإسبانية والبرتغالية، والمأساة الإيرانية المكتوبة بالفارسية، ونتمنى أن ننفتح على الصين والهند ودول أمريكا الجنوبية في المستقبل.
نحن منفتحون على الكتاب العالمي، ومن ضمن معايير التميّز في شبكة القراءة التنوّعُ اللغوي، فلا نقتصر في القراءة على اللغة العربية؛ ومن يقرأ بالعربية والإنجليزية والفرنسية هو الذي يحصل على أعلى نقطة، وكل من يقتصر في قراءاته على لغة واحدة تكون نقطته أقل من القرّاء بلغات متعددة.
هذه المسألة بعد سنوات صار يأخذها القُرّاء بعين الاعتبار، ويقدّمون لنا لائحة باللغات الثلاث، وصار القارئ يسعى للتنويع، أي إن هناك تأثيرا لهذا المعيار رصدناه في ملفات الترشيحات.
من الأمور المهمّة في عمل “شبكة القراءة بالمغرب” تقديم القارئ نموذجا للاقتداء..
أجل، عندما تأتي الصحافة إلى الحفل وتصوّر القارئ، وتفتخر وتعتز به، وتسلّمه شخصيات كبيرة الجائزة، الرسالة التي تصل إلى المجتمع هي أن القارئ شخص ذو اعتبار، يحتفى به، وقدوة.
هكذا، نرتقي بصورة القراءة في المجتمع، بعدما كنا نحسّ في وقت سابق بأن صورة القارئ في المجتمع غير جيدة، وهذه الاحتفاءات والجوائز، ومن بينها “تحدي القراءة العربي” مع تتويج مريم أمجون، تسهم في الارتقاء بصورة القارئ في المجتمع، وهو ما تسعى لتنميته أيضا شبكة القراءة بالمغرب.
رقي: “مشروع القراءة” مُفرِح .. و”القطارات” محطّة مقبلة لتشجيع المطالعة .
المصدر: هسبريس