أكاديميون يوصون برقمنة الخدمات الطلابية والانفتاح الدولي للجامعات المغربية
حول موضوع “الرقمنة وتدويل الجامعة المغربية: أيّ تأثير على جودة التعليم والبحث العلمي والابتكار”، التأم مجموعة من الأساتذة الباحثين بمختلف الجامعات المغربية، مساء أمس الأحد، ضمن نقاش أكاديمي في مدينة الرباط.
وفضلا عن كونه يندرج في إطار “الأنشطة العلمية الدورية” للمركز، يأتي اللقاء، الذي دعا إليه “مركز التفكير والبحث والاقتراح”، حسب القائمين على تنظيمه، “تفاعلا مع المستجدات الوطنية المرتبطة بتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”، لا سيما بعد شروع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في تسريع مخططها في هذا الشأن، والذي يحمل اسم “Pacte ESRI” ويسري إلى حدود عام 2030.
وأجمع أعضاء المركز، الذي يضم في عضويته خبراء وأكاديميين في المجال، على أن “الرقي بالجامعة المغربية إلى مصاف الجامعات الدولية رهين بتفعيل وتنزيل الرقمنة على المستوى الوطني لمسايرة التطور الذي تعرفه الجامعات الدولية، ومواكبة التحولات التي تعرفها منظومة التعليم العالي على المستوى الدولي”.
اللقاء أطرّ مداخلاته كل من يمينة القراط العلام، مديرة المعهد المغربي للدراسات المتقدمة بجامعة محمد الخامس بالرباط، ولحسن أوغدير، خبير في مجال الرقمنة مكلف بمهمة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله وأستاذ بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بفاس؛ وقد اختُتم بنقاش وتوصيات.
إعلان التوصيات
خلص اللقاء إلى جملة من التوصيات، أبرزها “الاهتمام بتدويل الجامعة المغربية لفتح الفرصة لاستقطاب الطلبة والأساتذة من مختلف الثقافات”، حيث طالب المشاركون فيه بـ”استثمار هذا التنوع عبر تفعيل تبادل الأفكار والتكوينات، والانفتاح على ثقافات أخرى، في أفق إثراء التجربة التربوية وتحضير الطلبة لعالم أكثر شمولية، يجمع بين المهارات اللغوية والخبرات، والتألق في الابتكار والبحث العلمي”.
وأكد المشاركون في اللقاء على أهمية “وضع نموذج مشترك لإدارة التدويل في التعليم العالي بهدف تحسين تنفيذ وتقييم العملية وضمان استدامة البعد الدولي”.
وفي هذا الصدد، شدد الأساتذة الباحثون على أهمية “إنشاء منصة وطنية للتعاون، ومخزن للمشاريع والاتفاقيات والبروتوكولات، وقاعدة بيانات لفرص التنقل”، داعين إلى “دمج تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم العالي لمواجهة التحديات الحالية ومواءمة المعايير الدولية”.
وأوصى المركز، الذي يرأسه الخمار المرابط، الخبير المغربي في مجال الأمن النووي والطاقة، بـ”وضع آليات لمتابعة تنفيذ مشاريع التعاون الدولية للحركية الطلابية والمنح البحثية”، مع “ضمان مشاركة المؤسسات المغربية بشكل فعال في البرامج المختلفة من خلال تدريب الموظفين المسؤولين عن إدارة مشاريع التعاون”.
ضرورة الرقمنة
“غياب منصات رقمية تفاعلية ملائمة للتكوينات بالجامعة المغربية، سواء حضوريا أو عن بعد”، نقطة أخرى شهدت نقاشا مستفيضاً بين المشاركين في اللقاء الذي شهد التشديد على ضرورة “تأهيل البنية التحتية التقنية الضرورية لرقمنة الجامعة على جميع المستويات”.
ومن أهم خلاصات لقاء الجامعيين “تنزيل مشروع الجامعة الذكية (4.0)”، حيث دعوا إلى “رقمنة جميع المصالح لفائدة الطلبة والأساتذة والإدارات المحلية والمركزية (استخراج شواهد التسجيل، رقمنة التوقيع على شهادات جامعية…)، مما يستلزم “تكوين الفاعلين الأكاديميين والإداريين في استعمال آليات الرقمنة”.
المصدر: هسبريس