لماذا تخطط أكبر شركات الصناعة العسكرية الإسرائيلية لفتح مصنعين بالمغرب؟
أعلنت شركة “ألبيت سيستمز”، وهي شركة تكنولوجيا دفاعية إسرائيلية، عن خطط لفتح مصنعين في المغرب، حسبما قال شاي كوهين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، خلال مؤتمر صحافي هذا الأسبوع.
وبهذا الخصوص، قال عبد الرحمان المكاوي، خبير عسكري، إن شركة “البيت سيستم” “من الشركات العملاقة والمهمة في الصناعات العسكرية، وثاني مركب صناعي مهتم بأسلحة الجيل الرابع والخامس في ميدان الطيران والفضاء وبرمجيات القيادة والمراقبة والاستخبارات التكنولوجية المتطورة”.
وأضاف المكاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن الشركة اختارت المغرب لدوافع أمنية ولكونه بلدا مستقرا، خاصة أن “هذا النوع من الصناعات يتطلب حراسة أمنية، لكونها صناعات جد متطورة قابلة للاختراق والسرقة”.
أما اختيار جهة الدار البيضاء، فجاء، بحسب مكاوي، لأسباب اقتصادية وجيواستراتيجية، ذلك أنها “منطقة صناعية تضم ميناء تجاريا يعتبر الأضخم في أفريقيا، ناهيك عن كونها تزخر بخزان بشري وكفاءات علمية، وأيضا بها مطاران مدنيان ومطار عسكري”.
وعدد الخبير العسكري إمكانات الشركة الإسرائيلية في كونها “لها علاقات عميقة مع الهند وكندا والولايات المتحدة”، و”توظف أكثر من 130 ألف مهندس وتقني في إسرائيل”، و”لها فروع في كل من أمريكا وكندا”، و”كل شيء يطير في العالم فيه جزئية من هذه الشركة، سواء كان صواريخ أو رادارات أو طائرات مسيرة، سواء روسية أو كندية أو أمريكية أو هندية أو تركية، وغيرها”، مشيرا إلى أن “المغرب هو الدولة الإفريقية الأولى التي ستستثمر فيها”.
من جانبه، قال حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، إن “العلاقات المغربية الاسرائيلية تشهد دينامية جديدة وتطورا لافتا على الصعيد السياسي، وكذلك على المستوى العسكري”.
وأضاف بلوان، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “بعد توالي الزيارات عالية المستوى التي قام بها مسؤولون إسرائيليون من الصف الأول إلى المغرب، قررت مجموعة من الشركات العسكرية عالية التكنولوجيا الإسرائيلية فتح فروع لها في المملكة تتويجا لتعاون عسكري وثيق بين البلدين. وبذلك سينتقل المغرب من بلد مستورد للسلاح الإسرائيلي النوعي إلى منصة لتصنيع جيل جديد من السلاح الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي الحربي”.
وحسب الباحث ذاته، “ينطوي هذا التطور اللافت في العلاقات العسكرية بين الجانبين عن مجموعة من المكاسب الاستراتيجية ستجنيها المملكة المغربية، خاصة بعد إعلان ألبيت سيستمز فتح فرعين لها في منطقة الدار البيضاء، بعد مبادرات مماثلة قامت بها شركات إسرائيلية متخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار عالية التقنية”.
ومن أبرز النتائج الإيجابية التي يمكن أن يحققها المغرب من هذا التعاون العسكري الاستراتيجي، ذكر بلوان، “تنويع المملكة لشركائها الإقليميين والدوليين، خاصة فيما يتعلق بجلب العتاد الحربي المتطور والدقيق”، و”التحول التدريجي للمغرب من بلد مستورد كلي للعتاد الحربي المتطور إلى بلد مصنع لأسلحة المستقبل، مما سيخفف من تكلفة ووقت حصول الجيش المغربي عليها”، و”تحول القوات المسلحة الملكية إلى قوة إقليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي الحربي الذي سيغير الأحداث على الأرض”، و”ضمان تفوق المغرب الميداني في جميع مناطق الصحراء المغربية وتطهيرها من بقايا وفلول العصابات الإرهابية للبوليساريو المدعومة جزائريا”، و”تثمين العلاقات المغربية الإسرائيلية والانتقال بها إلى مستويات أكثر تقدما، مما يعزز الروابط المتينة التي يلعب فيها اليهود المغاربة دورا محوريا وهاما”، بحسب تعبيره.
المصدر: هسبريس