هل تعصف خلافات حزب علال الفاسي وتياراته المتصارعة بمؤتمره القادم؟ (تحليل)
مرت حوالي السنة على قرار اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تأجيل عقد مؤتمر استثنائي كان من المقرر انعقاده في 6 غشت من السنة الماضية، بـ”هدف مراجعة بعض مقتضيات النظام الأساسي”، لكن يبدو أن مسلسل التأجيل لن ينتهي بعد، لأن المشاورات حول الطريقة التي يجب بها ضمان نجاح فعال للاستعدادات المرتبطة بالإعداد المادي واللوجستيكي والأدبي للمؤتمر، وإنضاج الشروط الذاتية والموضوعية والمناخ الجيد لعقد هذه المحطة التنظيمية، مازالت تفشل وتصطدم بصخرة قوية من الخلافات والصراعات الطاحنة وإن كانت غير ظاهرة للعيان بعد.
لكن الملاحظ برأي المتابعين لما يجري داخل المطبخ الاستقلالي، في هذه الآونة الأخيرة، فإن ثمة مؤشرات تفيد بأن ما يعرقل تنظيم الحزب لمؤتمره هي خلافات وصراعات تجري على نار هادئة، قد تنفجر في أي لحظة بين التيارات القوية داخل حزب علال الفاسي، لكن متغيرات سياسية باتت تطيل من عمر الأزمة الصامتة، منها التعديل الحكومي المرتقب، الذي جمد الحركة التنظيمية داخل الحزب إلى حين، وحتى الأنشطة الإشعاعية في الأقاليم والجهات باستثناء أنشطة مركزية الأمانة العامة.
حسب مصادر “اليوم 24″، فإن مياها تجري داخل كواليس الحزب، تكشف الأسباب الحقيقية التي جعلت قيادة الاستقلال غير قادرة إلى حدود الساعة على الإعلان عن تاريخ محدد لعقد مؤتمر الحزب، منها أن هناك توجها بات يدعو إلى تقليص عدد المؤتمرين من أعضاء المجلس الوطني، وهذا أغاض فئات مهمة داخل الحزب خاصة منهم مفتشوه وبرلمانيوه، الذين يرون بأنهم سوف يتعرضون للإقصاء ويضطرون للدخول في منافسة متساوية مع أعضاء الحزب في الأقاليم، من أجل الظفر بعضوية المؤتمر القادم.
توجه التقليص التنظيمي بات مدعوما من التيار الذي يقوده خليهن ولد رشيد رئيس بلدية العيون، في حين أن أنصار الأمين العام، نزار بركة يريدون الإبقاء على الوضع كما هو عليه، مخافة فسح المجال أمام محاولة إحكام سيطرة تيار ولد رشيد الحزبية والسياسية على اللجنة التنفيذية القادمة للحزب.
وهو الأمر الذي اضطر قيادة الحزب إلى عقد لقاءات تنظيمية توافقية في الأيام القليلة الماضية، لتلطيف الأجواء والتقليل من حدة الخلافات التنظيمية وتعديل المواقف الراديكالية، التي قد تعصف بالترتيبات الجارية لعقد المؤتمر الوطني للحزب، بدون المخاطرة بمآلات هذه الصراعات على عافية الحزب، والتي من شأنها إضعاف الحزب.
حسب مصادرنا، لحد الساعة هناك توجه نحو التقليل من حدة الصراعات، ونسج تفاهمات أفضل تقي حزب علال الفاسي، مطبات ومعارك جديدة، على اعتبار أن هناك تيارا آخر داخل الحزب يريد الاستفادة من صراع الأجنحة، تتزعمه وجوه سياسية ملتحقة بالحزب أخيرا، باتت تؤيد تيار ولد الرشيد.
في جميع الحالات سيجد الحزب نفسه منقسما بين تيار قوي مازال فاعلا تنظيميا قويا داخل الحزب يمسك بأقوى خيوط الملفات التنظيمية مدعما بالذراع النقابي والوافدين الجدد، وما بين تيار له أنصاره أيضاً، يتزعمه الأمين العام الحالي، نزار البركة وبعض من قيادات اللجنة التنفيذية.
الحزب بعيون بعض من قيادييه الذين تحدثوا معنا، لم يستطع لحدود الساعة أن يهيء الأجواء الهادئة من أجل التحضير لمؤتمره الوطني القادم، ما يفتح وضعه على كل الاحتمالات.
المصدر: اليوم 24