تقرير دولي يسجل زيادة عدد الوفيات وحالات الاختفاء خلال الهجرة غير النظامية
سجل تقرير، صدر الأسبوع الجاري، ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات وحالات الاختفاء أثناء الهجرة غير النظامية على مستوى العالم، حيث بلغ 6 آلاف و877 خلال العام 2022 مقارنة بـ6 آلاف و86 خلال العام 2021، معظمهم من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولقي، وفق بيانات مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، 3 آلاف و789 شخصا حتفهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2022، على الطرق البرية والبحرية المؤدية إلى أوروبا ومناطق أخرى أثناء بحثهم عن الأمان وسبل عيش أفضل.
وبالنسبة لحالات الوفاة على الطريق البرية في شمال إفريقيا خلال العام ذاته، سجل المشروع 203 حالات، أكثر من نصفهم حدث أثناء عبور الصحراء الكبرى (125 شخصا)، مبرزا أن غالبية الوفيات الموثقة على الطرق البرية في شمال إفريقيا خلال عام 2022 حدثت في ليبيا (117)، تليها الجزائر (54) والمغرب (13) وتونس (10) ومصر (9).
وتمثل الأرقام الأخيرة المتعلقة بالطرق البرية، وفق المنظمة الدولية للهجرة، انخفاضا بنسبة 39 في المائة عن عام 2021 عندما تم تسجيل 330 حالة وفاة في شمال إفريقيا؛ من بينها 227 حالة وفاة أثناء عبور الصحراء الكبرى.
وبناء على المعلومات الديموغرافية التي توفرت عن القليل من المهاجرين، كانت بلدان المنشأ الأولى بالنسبة لهذه الفئة هي السودان (43) وتشاد (25) وغينيا (16)؛ بينما الأسباب الرئيسية للوفاة على هذه الطرق هي حوادث السيارات بنسبة 41 في المائة، تليها الظروف البيئية ونقص الغذاء والماء والمأوى بنسبة 31 في المائة.
وبالنسبة لمعدي التقرير، فإن حالات الوفاة والاختفاء على الطرق البحرية أكثر مأساوية من الطرق البرية، إذ سجل وفاة ما لا يقل عن ألفين و406 أشخاص خلال عام 2022 في البحر الأبيض المتوسط في الطريق إلى أوروبا، “ما يجعله العام الأكثر دموية على هذا الطريق منذ عام 2017 عندما تم تسجيل 3 آلاف و139 حالة”، وفق التقرير.
وسُجلت معظم حالات الوفاة في طريق وسط البحر الأبيض المتوسط من ليبيا وتونس إلى إيطاليا بشكل رئيسي بألف و417 حالة، تليها طريق غرب البحر الأبيض المتوسط المؤدي من الجزائر والمغرب إلى إسبانيا بـ611 حالة على الأقل.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن الغالبية العظمى (61 في المائة) من المهاجرين الذين لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط لم يتم العثور على جثثهم، كما لا تزال هويات معظم الذين ماتوا على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط في عام 2022 غير معروفة.
ومع ذلك، فإنه من بين ألف و330 ضحية تم التعرف عليهم، تُظهر البيانات الديموغرافية المتاحة أن منطقة المنشأ الرئيسية هي إفريقيا بـ891 حالة من ضمنهم 485 شخصا من شمال إفريقيا، بالإضافة إلي 307 من الأشخاص الآخرين من مواطني الدول العربية في الشرق الأوسط لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط.
وأبرز التقرير أنه من بين 3 آلاف و329 شخصا استطاع مشروع المهاجرين المفقودين تحديد هوياتهم من بين مجموع الذين توفوا أثناء الهجرة في عام 2022، كان هنالك 828 شخصا من الدول العربية، توفي 78 في المائة منهم في البحر الأبيض المتوسط (643) بينما توفي 74 شخصا على طريق غرب إفريقيا الأطلسي (جميعهم مغاربة)، و58 في شمال إفريقيا (من السودان ومصر). و35 في أوروبا (معظمهم سوريين)، و16 في غرب آسيا (جميعهم تقريبا من السوريين عابرين من خلال تركيا) وسودانيين في غرب إفريقيا.
وأظهرت البيانات الديموغرافية المتاحة أن بلدان المنشأ الرئيسية هي الجزائر (213)، والجمهورية العربية السورية (177)، وتونس (160)، والمغرب (106)، والسودان (76)، ومصر (42).
وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة، في تقريرها، أن الأرقام التي سجلها مشروع المهاجرين المفقودين تعتبر أقل بكثير من العدد الحقيقي بسبب نقص المعلومات وعدم وجود آليات للإبلاغ الرسمي والمنهجي عن الوفيات وحالات الاختفاء، حيث يواجه المجتمع المدني العديد من الصعوبات لتوثيق حوادث الهجرة التي تحدث في المنطقة.
وخلص التقرير إلى “أن ندرة البيانات الرسمية وصعوبة وصول المجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى الطرق البرية التي يسلكها المهاجرون يعني أنه من المحتمل أن يكون هناك عدد أكبر بكثير من الوفيات التي لا يتم توثيقها”.
المصدر: هسبريس