قاض مشتبه في تورطه في قضية فساد كان يطالب وسيطا بديوك “بلدية” بحسب صك اتهامه
تتواصل الأبحاث في ملف السمسرة والمتاجرة في الأحكام القضائية بمحاكم الدار البيضاء والتلاعب بها مقابل رشاوى.
وحسب مصادر “اليوم 24″، فإن خمسة قضاة بمحكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء يشتبه فيهم في هذا الملف المثير والذي يبدو أنه سيطيح برؤوس أخرى.
وتضيف أن الشرطة القضائية التقطت مضمون مكالمات هاتفية جرت بين أحد القضاة المشتبه فيهم، يعمل بمحكمة الاستئناف وأحد الوسطاء في هذا الملف مهنته عامل.
الوسيط اتصل بسيدة هي الأخرى من بين المتابعين في هذا الملف، بخصوص قضية تتابع فيها سيدة أخرى، وهم متخوفون من صدور حكم يقضي برفع العقوبة السجنية ضدها. غير أن الوسيط وعدها بكونه من سيتكلف بالمداولة، بالقول “المداولة ضربيها على حسابي”.
وبعد فترة زمنية، اتصل الوسيط بالقاضي المشتبه فيه وطالبه بإرجاع المبلغ المالي الذي تسلمه بخصوص هذا الملف وقدره 10 آلاف درهم، كما استفسره عن متهم في جريمة قتل بالمحمدية، وتم الحكم عليه بـ25 سنة سجنا ليخبره القاضي أن هذا الملف ستتم إحالته على مكتبه بعد مرور شهر.
وبعد أسابيع اتصلت السيدة المذكورة، بالوسيط ليخبرها أنه تحدث مع وكيل الملك، وأنه سيتم البت في ملفها خلال ذلك الأسبوع. مباشرة بعد ذلك اتصل الوسيط بالقاضي المذكور، وطلب منه إعطاء عناية لهذا الملف، ليقول له القاضي العبارة التالية “راه وصينا راه وصينا …”، وطلب منه الاحتفاظ بالمقابل المادي “خزن عندك صخيرة … خزنها عندك ..”.
بعدها اتصل الوسيط بالسيدة وأخبرها أن المعنية بالقضية سيتم إطلاق سراحها بالعبارة التالية: “غتخرج اليوم”؛ إلا أنه بعد صدور الحكم تبين بأنه تم رفع العقوبة الحبسية للمعنية بزيادة شهر واحد، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بإرجاع المبلغ المالي بالعبارة التالية: “كوليه دابا كاتلك خوتها جيب ليها المية اليوم …”.
وفي ملف آخر، تلقى أحد المتابعين في هذا الملف من القاضي المذكور اتصالا بخصوص قضية جارية بالمحكمة تتعلق بالسرقة من داخل الميناء، حيث وعده الأخير بتتبعها.
وفي اليوم نفسه اتصلت إحدى السيدات بوسيط آخر من أجل التدخل في هذه القضية، والتي تخص أحد معارفها بسبب السرقة داخل الميناء بالعبارة التالية “شي سمطة تتخرج من مرسى شادين بها سلعة هو هزها لهم”، بعدها اتصل بالقاضي وطلب لقاءه بخصوص هذه القضية ليخبره بالعبارة التالية “تل غدا ما شي مشكل واخا داكشي ناقص ولكن دبر راسهم قلت ليهم ملي قديتو الغرض دبرو راسكم”، بعد ذلك طالبه القاضي بالحصول على ديوك “بلدية “، ويشتبه أن تكون كلمة سر بينهما.
وبعد فترة اتصل الوسيط بالقاضي الذي يعمل بمحكمة الاستئناف، ليخبره بأن المعني بالقضية ستتم إحالته عليهم بالمحكمة يوم الأربعاء، طالبا منه لقاءه في مساء نفس اليوم، وأن يقول للمحامي العبارة التالية “قول ليه أخروا ولا شي حاجة أو يطلب ليه السراح…”.
ويشار إلى أن عدد القضاة المشتبه فيهم في ملف السمسرة والتلاعب في مدد العقوبة السجنية من خلال المتاجرة في الأحكام القضائية بمحاكم الدار البيضاء والتلاعب بها مقابل رشاوى بلغ 8 قضاة من بينهم نائبة وكيل الملك في إحدى المحاكم الابتدائية بالدار البيضاء، إلى جانب خمسة قضاة يعملون بمحكمة الاستئناف، ونائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، إلى جانب نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء
وهؤلاء المشتبه فيهم لا يزالون يتمتعون بمسطرة الامتياز القضائي، وتقول مصادرنا إنه يشتبه في إجرائهم مكالمات هاتفية بشكل مستمر مع “وسطاء وسماسرة” في هذا الملف والذي بلغ عددهم 37 شخصا، 14 منهم في حالة اعتقال، استمعت لهم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قبل أيام، من بينهم منتدب قضائي وتاجر ومسير شركة ومساعد موثق ومنتدبة قضائية. علاوة على ذلك، من بين المشتبه فيهم في هذا الملف المثير 4 محامين بينهم محامية.
وتشير مصادرنا إلى أن المشتبه الرئيسي في هذا الملف، يعمل منتدبا قضائيا إقليميا عاما، في حالة اعتقال تم التقاط مكالمات هاتفية بينه وبين قضاة ومحامي حول ملفات معروضة على القضاء، يشتبه في كونه سلم رشاوى لهم من أجل التلاعب في الأحكام.