مصر تعرقل هبوط السودانيين إليها!!
ركن نقاش
مصر تعرقل هبوط السودانيين إليها!!
عيسى إبراهيم
** لجوء مئتي ألف سوداني إلى مصر بعد اندلاع الحرب في الخرطوم بين الجيش المؤدلج (مليشيا الكيزان) وصنيعته الدعم السريع.. جعلت السلطات المصرية تعيد حساباتها السابقة إذ كانت السلطات المصرية تسهيلاً للسودانيين “ليهبطوا إلى مصر بفومها وعدسها وقثائها” قد استثنت النساء والأطفال دون سن الثامنة عشرة من العمر والرجال فوق سن الخمسين عاماً من الحصول على تأشيرة دخول إلى مصر وإن اشترطت وجود جوازات سفر سارية المفعول..
والآن بعد تدافع الهاربين من ويلات الحرب قلبت مصر ظهر المجن للسودانيين (يلاحظ أن تعداد السودانيين بمصر قبل اشتعال الحرب تجاوز أربعة الملايين نسمة) فاشترطت مصر تأشيرات مسبقة للجميع بلا استثناء فأربكت الجميع..
** عبرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن شديد أسفها للقرار الذي اتخذته السلطات المصرية بشأن منع دخول الإخوة السودانيين للأراضي المصرية دون الحصول على تأشيرة مسبقة من القنصلية المصرية بوادي حلفا أو القنصلية المصرية في بورتسودان.
وتعتبر الشبكة أن القرار بمثابة شرارة قد تشعل كارثة إنسانية متعددة الأبعاد، بالنظر إلى الأوضاع المأساوية التي خلفتها الحرب الدائرة بالسودان حالياً، والتي اضطرت آلاف الأسر إلى النزوح شمالاً باتجاه مصر من أجل الوصول إلى ملاذ آمن يقيهم الويلات التي عانوها خلال الفترة الماضية، وبعضهم خرج فاراً بنفسه وعائلته دون حمل متعلقات شخصية أو أوراق ثبوتية.
تنظر الشبكة للقرار الأخير على أنه يتعارض مع الاتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين والفارين لدول الجوار وقت الحروب والكوارث، كما أنه يمثل انتهاكاً لاتفاقية “الحريات الأربع” الموقعة بين مصر والسودان عام 2004، والتي تكفل لمواطني البلدين حرية التنقل المتبادل بدون تأشيرة، والعمل، والإقامة دون قيود، إضافة إلى حرية تملك الأراضي والعقارات، وإن كانت الحكومة المصرية قد وضعت بعض العراقيل لإيقاف العمل بها في الماضي فإنه يستوجب عليها العمل على إزالة كافة العراقيل والصعوبات أمام السودانيين.
وتدعو الشبكة لإعادة النظر في هذا القرار الذي يشكل صدعاً في العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ويتنافى مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر، والاتفاقيات الثنائية بين مصر والسودان، بما يشكله من امتداد طبيعي وعمق استراتيجي يتعين تمتين العلاقات معه، والحفاظ على روابط الأخوة المتوارثة مع شعبه، الذي ظل على ارتباط تاريخي وثيق بالشعب المصري على مر العصور.
الشبكة المصرية لحقوق الإنسان (المملكة المتحدة)
9 يونيو، 2023
** المجموعات العالمية الناشطة في مجال اللجوء والإغاثات وقفت حائرة بعد اندلاع حرب الجنرالين عندما لم تجد احتياجاً للجوء والإغاثات وسط السودانيين إذ نهضت المكونات المجتمعية المجاورة لجغرافية الحرب بالنهوض بمهامها في الإيواء والإعاشة بلا منٍ ولا أذى!!..
** من الطبيعي أن يهرول السودانيون إلى مصر لمعرفتهم بها وبشعبها وللعلائق المتينة بين الشعبين التي بلغت حد المصاهرة والاقتران وفي رأيي لطبيعة مكينة في السودانيين ولعزة نفوسهم وإبائهم لا أعتقد أن سودانياً يغامر بدخول مصر بلا أوراق ثبوتية أو أموال للإقامة هناك وأن من الممكن أن يساء تقدير الحاجة الآنية من المال في ظل ظروف جدت بعد زيادة عدد المهرولين إلى مصر بسبب زيادة الطلب وقلة العرض المتبوع بزيادة طبيعية في الأسعار..
المهم هذه نصيحة في الآن وبعد فوات الأوان.. أولاً على الذين في طريقهم إلى مصر أن يتعظوا فالعاقل من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ بنفسه.. ابقوا في أرضكم تسعكم وغيركم وجناً تعرفو ولا جناً ما تعرفو..
ثانياً: نقول لمن دخل مصر عودوا إلى دياركم والعود أحمد وحسب علمي فإن الجنيه المصري مازال أقوى من الجنيه السوداني وما تصرفه في مصر في يوم يكفيك في السودان لعشرة أيام غير ما يحيطك به أهلك (وكلهم في كل مكان أهلك) من حميمية وحنية ومحبة وكما قيل: “إن المصائب يجمعن المصابين”..
المصدر: صحيفة التغيير