دبلوماسية الإبحار فى اليابس
صلاح جلال
(١)
💎 بعد ثورة ديسمبر المجيدة كان فى مقدمة أهدافها التحرير والإنعتاق من دبلوماسية العقوبات والحصار والعداء والإنكفاء إلى دبلوماسية السلم والتعاون والدعم المتبادل تولى العمل فيها دبلوماسيون أكفاء فى واشنطون وباريس،وجنيف وجنوب أفريقيا وقطر وغيرها من عواصم القرار الإقليمى والدولى ، وبدأ يعود الإحترام والتقدير للبلاد ، برفع العقوبات وعقد مؤتمرات الدعم والمساندة الدولية فى برلين والمملكة السعودية وباريس حيث بدأت ثمار الدبلوماسية الناضجة تتساقط رطباً جنيا على فقراء شعبنا برامج ثمرات وبرامج إعادة تأهيل البنيات الأساسيةوالإتصالات وبرامج الإنعاش الزراعى والثروة الحيوانية، إستوت سفينة الدبلوماسية والأمل مُبحرة نحو أهدافها فى مياه هادئة ورياح ناعمة تدفعها برفق لتحقيق أهدافها.
(٢)
💎 لم يعجب هذا التوجه والإنجاز خفافيش
الظلام حيث بدأت نسج المؤمرات وإشعال نيران الفتن وتغذية خطاب الكراهية والتحضير للفوضى العارمة ، حتى إكتملت حلقات الظلام بإنقلاب ٢٥ إكتوبر ٢٠٢١م ، وتوالت إنتكاسات الدبلوماسية ومحاولات الإبحار على اليابس *والعودة لدبلوماسية صرف البركاوى وشعارات المجتمع الدولى تحت جزمتى* الصيحة الحصرية للرئيس المخلوع عمر البشير .
(٣)
💎إنتهى بنا النزق والطيش الدبلوماسي بالعودة للصراع مع المجتمع الدولى وطرد المبعوثين ، وإنفتاح العداء وعودة العقوبات الدولية على الأفراد والمؤسسات والطرد والتجميد من المنظمات الإقليمية ، إنتهت بخروج السلك الدبلوماسي بحملته فى سابقة لم تشهدها البلاد منذ إستقلالها طلباً للأمن والسلامة التى عجزت حكومة السودان لأول مرة عن توفيرها لمواطنيها فى جوار القيادة العامة ومدن البلاد الرئيسية والدبلوماسية تقف وسط هذا السيرك مثل العوير الأهبل فى الفيلم الهندى .
(٤)
💎دبلوماسية الإبحار فى اليابس تحاول المستحيل لتعويم إنقلاب معزول عالميا وإقليميا ومرفوض شعبياً وزاد حشفاً وسوء كيل بإنفجار الحرب فى عاصمة البلاد ، فأصبح العمل الدبلوماسي سيرك لترقيص القرود ، والدبلوماسيين ببغاوات يرددون ما يملى عليهم من الأيدي الخفية التى تدير الأرجوز بلا مهنية وإستنارة من معرفة ، فى الوقت الذى يسعى المجتمع الإقليمى والدولى وفق برنامج وخطة منسقة لإنهاء الحرب وإستعادة المسار الديمقراطى، تنطلق دبلوماسية السباحة فى اليابس بحماس تحسد عليه بمزيد من إستقطاب الإستعداء للمجتمع الدولى بطرد المبعوثين ، وتجييش طبول الحرب ، وتسويق رفض العودة للعملية السياسية، دبلوماسية معاقة تسعى للشراء فى السوق العالمى بعملة غير مبرئة للذمة ، بالية ومنقرضة كعملة أهل الكهف ،فأصبحت بلا منازع تستحق لقب *دبلوماسية جهولة أم كشاكيش* ، يضحك على عدم رٌشدها الغاشى والماشى ، ويدمغها الأمين العام للأمم المتحدة بعدم المعرفة بالقانون الدولى .
(٥)
💎 آخر فضائح دبلوماسية الإبحار على اليابس خطابها لبعض الدول بعدم التعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الذى يعمل خارج أراضيها، وهو يتجول بحرية فى دول الجوار الأفريقى بدعم وتأييد مجلس الأمن الدولى وأختام الأمين العام للأمم المتحدة وفى الجانب الآخر تحاول دبلوماسية جهولة أم كشاكيش التزاكى على المجتمع الإقليمى والدولى بالبقاء فى منبر جدة بالمملكة السعودية لإنهاء الحرب والهروب منه فى نفس الوقت لتأسيس مبادرات جديدة ليسهل لها التسوق فيها Window Shopping تتفرج ولا تشترى ، وهى لاتعلم بأن المجتمع الدولى قفل هذا النوع من التلاعب بالضبة والمفتاح من خلال آلية تنسيق دولية محكمة لكافة المبادرات بقيادة الإتحاد الافريقى .
(٦)
💎💎 ختامة
كما كشفت هذه الحرب عوراتنا الأمنية والدفاعية وهشاشة الدولة ، كشفت كذلك جهل دبلوسيتنا القائمة ( *دبلوماسية التابانى* ) بالمفهوم المحلى للمعنى ومحدودية حيلتها وسعيها اليائس لوضع سفينة بتصورات معطوبة
وإنتظار إبحارها فى اليابس رحم الله رواد الدبلوماسية جمال محمدأحمد ود.عقيل والتنى ومنصور خالد وزروق والمحجوب كان الله فى عونكم السفراء ساتى ومانيس وأسامة ود.والى وأبوطالب ورحيم والزين وشرفى وبقية العقد من الدبلوماسيين المحترفين الذين رفضوا الإنحطاط والتزييف، فى زمن إزدات فيه الزعازع وقلت الأوتاد وطفحت الطفافبيع واللجاجة فى زمن حكم التفاهة وعدم الإدراك.
#لاللحرب
#لازم_تقيف
١٣ يونيو ٢٠٢٣م
المصدر: صحيفة التغيير
