المطالبة بإقالة “وزراء البام” تتأرجح بين حدة الانتقادات وتصفية الحسابات
منذ أسابيع طويلة ووزراء حزب الأصالة والمعاصرة، من دون زملائهم بحزبي التحالف الحكومي، تطالهم انتقادات واسعة، بلغت حد المطالبة بإعفائهم من مهماهم كما حدث في الأيام الأخيرة مع وزير العدل عبد اللطيف وهبي، ووزيرة الطاقة والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، وقبلهما وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري.
الاستهداف المتكرر لوزراء “البام” يكشف أن الحزب يوجد في قلب الصراع السياسي، وله خصوم يتربصون به ومتأهبون لاستغلال أي فرصة للنيل منه، وذلك في إطار الجبهات العديدة التي فتح أمينه العام مواجهات معها بسبب مواقفه المثيرة، سواء فيما يتعلق بإصلاح القانون الجنائي أو مدونة الأسرة.
حزب العدالة والتنمية بزعامة أمينه العام عبد الإله بنكيران، واحد من الخصوم التقليديين لحزب وهبي، الذي شكل مصدرا رئيسيا لمطلب إقالته، إذ إن رئيس الحكومة الأسبق لم يتردد في كثير من الخرجات الإعلامية الأخيرة في الدعوة إلى إعفاء وزير العدل من مهامه.
واستغرب متابعون للشأن السياسي إصرار بنكيران على المطالبة بإعفاء وهبي، رغم أن الرجلين كانت تربطهما علاقة “صداقة متينة” وكان وهبي يتردد بشكل مستمر على بنكيران في منزله بحي الليمون، رفقة نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لتبادل أطراف الحديث ومناقشة السياسة وهمومها.
مصدر مقرب من بنكيران أكد لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية “لا يملك أي شيء شخصي ضد وهبي”، معتبرا أن مطالبته المتكررة بإعفائه ناتجة عما سماها “أخطاء ارتكبها في التدبير تستوجب الإقالة حسب رأي بنكيران”.
هجوم بنكيران المتكرر على وهبي اعتبره قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة يدخل في خانة “تصفية الحسابات” التي يتعرض لها الحزب منذ مدة، مشددا على أن قيادة الحزب اتخذت قرارا لا رجعة فيه، هو “عدم الرد على بنكيران وحزبه”.
وأضاف المصدر الذي لم يرغب في ذكر اسمه أن حزبه “واعٍ بأن بنكيران ورث حزبا منهارا وغير قادر على المنافسة ويبحث زعيمه عن إعادته للواجهة من خلال جرنا للدخول في لعبة الردود معه”.
وتابع القيادي ذاته بأن “بنكيران انتهى ويريد أن يعيش أمجادا جديدة على حساب الأصالة والمعاصرة من خلال الدخول معه في البوليميك السياسي الذي يتقنه”، لافتا إلى أن “حزب العدالة والتنمية فشل فشلا ذريعا وبنكيران واعٍ بأنه لن ينجح في كسب أي مقعد في الانتخابات إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن”، وفق رأيه.
أما بخصوص مطالبة الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول بإعفاء ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، طبقاً للفقرة 4 من الفصل 47 من الدستور، بسبب “أدائها الضعيف والمتواضع في تدبير القضية الطاقية للمغرب”، فرد عليها القيادي في “البام” بالقول ساخرا: “هل يمكن إقالة بنعلي بسبب دعوة نقابة صغيرة؟”.
بنعلي طالتها سهام النقد ودعوات المطالبة برأسها عقب حديثها في اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب، الأربعاء الماضي، عن كون “أعداء المملكة يستفيدون من كثرة الحديث عن قضية المحروقات/سامير”.
وشدد المصدر القريب من وهبي على أن “البام” يعيش بشكل عادي ووزراءه يمارسون مهماهم بأريحية من داخل الحكومة، وهذه الأمور “لا تحرك فينا شيئا”، لافتا إلى أن ما يروج لا يعدو أن يكون مجرد “تصفية حسابات سياسية صغيرة”، حسب تعبيره.
المصدر: هسبريس