بوخليط يكتب عن هواجس عالم موبوء
الثلاثاء 13 يونيو 2023 00:51
أصدرت دار جبرا الأردنية للنشر والتوزيع كتابا جديدا للباحث سعيد بوخليط، انتظمت مقالاته خلف يافطة عنوان: هواجس عالمنا الموبوء؛ سياقات وآفاق جائحة كورونا.
وحاول المؤلِّفُ، على امتداد فقرات مائتي صفحة، توثيق وجهة نظره الشخصية وهواجسه الذاتية إبَّان الفترة التي عاشها العالم قاطبة، واختبرتها الإنسانية جمعاء بكيفية تراجيدية حتما، نتيجة صدمة فيروس كورونا؛ ثم النتائج المترتِّبة عن تداعيات تلك اللحظة المغايرة لجلِّ ما سبق، وبالتالي تبلور تجليات سوسيو تربوية مفصلية ضمن مسارات المجتمع المعاصر؛ قياسا لرتابة مختلف روافده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المعرفية القيمية، مثلما تشكَّلت أنساقها الإيديولوجية الكبرى، تبعا لنتائج الحرب العالمية الثانية، فالحرب الباردة، وانهيار المعسكر الشرقي، ثم هزَّات حربي الخليج الأولى والثانية، وصولا إلى توطُّد عولمة القطب الواحد، وكذا اندثار الإنسان بين ثنايا المنظومة الرقمية.
ويتضمن الإصدار أربعا وثلاثين مقالة، قاربت موضوعات شتى؛ من قبيل: من يحكم اليوم العالم؟ إيحاءات الحرب في زمن الوباء. المستذئبون: حينما يمضي الإنسان وجهة التدمير، مجتمع الفرجة والاستعراض: الزيف العظيم.
لم يعد للبشرية من ملاذ للحياة غير قبو ذاكرتها! أيُّهما أولى: حياة مجتمع المواطنة أو موت “الوباء”؟ نحن والغرب: راهن كورونا، نفس مذاق الحنظل. سنة 2020: سقوط القناع، عن الأقنعة. ثورة كورونا: القطائع التاريخية الأربع؟ طقوس الموت ”فيسبوكيا”: من نصدق؟ التطعيم: بين شفافية العلم وغوغائية السياسي. كورونا وأبناؤه (ها)البررة! أيضا سنة 2022، بطعم أزمنة المجهول وغيرها,..
ويقول أحد مقاطع الكتاب: “منذ زمن سحيق استشرفت الآداب والسينما ممكنات الواقع المرير المترقب للحروب التوسعية الظالمة، والمعتقلات الجحيمية، والمافيات المنظمة والمهيكلة تحت يافطة التمدن، ومجتمعات مزارع الحيوانات التي يراقب أنفاسها الأخ الأكبر بقسوة لا تضاهى، والأصوليات وفق شتى تجلياتها، والشعبوية، والأتمة الإلكترونية، والرقمنة الافتراضية والتوتاليتارية، وبلاهة التنميط، وبورصات الدعارة والاسترقاق، واستغلال الأطفال، والتعديل الوراثي والجيني، وفوبيا الاستهلاك، ونتاج الزومبي، والتيه، والجنون، وأمراض القهر، والترويض القسري، ومجتمعات الشراهة وجغرافيات العوز، وتدمير البيئة، والكوارث الطبيعية الكونية، والأوبئة، والإشعاعات النووية، إلخ… توقعات تحولت تباعا ارتباطا بسياقات تاريخية معينة إلى حقائق اختبرتها البشرية مأساويا على أرض الواقع؛ ومازال أمرها كذلك ساريا، حسب حيثيات عدة تبعا لجدليات الخير والشر، الإيروس وتاناتوس، الآدمية والبربرية، الكم والنوع، التطور والكيف، البنية الفوقية والتحتية، متواليات الأحداث، كما الشأن حاليا مع راهن وباء كورونا”.
مشهد مأساوي بكل المقاييس يلتهم التهاما الواقع الإنساني الراهن، توخت دراسات وتأملات هذا الكتاب رصد بعض جوانبه.
المصدر: هسبريس