“العلماء والسياسة”… كتاب يجدد الحاجة إلى مركز وطني لتكوين علماء الدين في المغرب
صدر عن دار إفريقيا الشرق، كتاب ” النخبة الدينية في النسق السياسي المغربي” بعنوان فرعي” العلماء وأفق المساهمة في التحول نحو الديمقراطية”، للباحث عبد الرحمن الشعيري منظور، وقارب الكتاب في قضيته الأساسية موقع نخبة علماء الدين في الحقل السياسي المغربي، ومدى تأثير فعلهم الديني والسياسي في المغرب الراهن، وبالضبط في الحقبة السياسية من اعتلاء الملك محمد السادس الحكم سنة 1999 إلى سنة 2013.
كما تأسس الكتاب على فرضية أساسية فحواها تأثـر المركز الاعتباري للعلماء في المغرب بفعل التـــحــولات القانـــونية والمؤسساتية التي عرفتها مؤسسات صناعة العلماء (التعليم العتيقجامعة القروييندار الحديث الحسنية) ولعوامل التحديث في الدولة الوطنية لما بعد الاستقلال.
وخلص الباحث إلى أنّ النخبة الدينية المغربية تضم فئتين: النخبة الدينية التقليدية وتتكون بالإضافة إلى العلماء: الملك/أمير المؤمنينوزير الأوقــــاف والشؤون الإسلاميةالشرفـــاءالفقهاء والخطباءطلبة العلوم الشرعية ” الطُلبة “، بينما تتـــألف النخبة الدينية الحديثة من: زعماء الحركة الإسلامية مرشدو جماعة الدعوة والتبليغشيوخ التيار السلفيالقيادات النسائية الإسلاميةالعالمات والمرشدات الواعظاتالمثقفون الدينيون.
وحدّد الباحث مؤسسات صناعة نخبة العلماء فـــي جامعة القرويين، دار الحديث الحسنية، شُعـــب الدراســات الإسلامية والمدارس العتيقة للعلوم الشرعية، معتبرا بأن الحقل الديني يعرف أزمة تكوين علماء جدد ذوي الـتأثير المجتمعي لضعف التكوين المتين والمتكامل بين علوم الشريعة والعلوم الإنسانية وخاصة في تجربة الدراسات الإسلامية.
كما لاحظ الكاتب في تقييمه للفعل المجتمعي للمؤسسة الدينية الرسمية هيمنةَ الطابع الإداري على تجربة المجالس العلمية المختلفة (المجلس العلمي الأعلى المجلس العلمي المغربي لأوربا المجالس العلمية المحلية)، وفي الحقل الديني المضاد وقف الكتاب على مميزات السلوك السياسي للعلماء من أمثال: عبد السلام ياسين أحمد الريسوني إدريس الكتانيمحمد المغراوي مع تحليل الدينامية الفردية للشيخ مصطفى بنحمزة في الحقل الديني الرسمي.
وضمن قضايا الكتاب نجد دراسته لاستعصاء دوران نخبة العلماء في المجلس العلمي الأعلى ولملامح التجديد في رابطة العلماء التي تحولت من فقه الشيخ عبد الله كنون إلى نموذج المثقف الديني مع أحمد عبادي، كما رصد الكتاب عسر وجود الخلف العلمائي في الأسرتين الكتانية والصديقية، وبروز جيل جديد في علماء الحركة الإسلامية المنتج “للفقه الحركي”.
ودعا الكاتب الدولة إلى ضمان الاستقلالية الإدارية والمالية لمؤسسة العلماء لضمان فعاليتها في عملية التحول الديمقراطي المتعثر والانتقال إلى المقاربة التشاركية في تدبير الحقل الديني، كما اقترح تأسيس مركز وطني لتكوين العلماء لإعداد علماء المستقبل وتجاوز الإشكالات في عدم التمييز بين ” العالم” و”الداعية” “والمثقف الديني” في المغرب الراهن.
المصدر: اليوم 24