المشاكل الأسرية تتصدر مهددات شخصية الطفل وتعرضه للعنف والإساءة
أفاد مختصون في مجال حماية الطفل، أن المشاكل الأسرية تأتي في المرتبة الأولى لزعزعة شخصية الطفل وفقده للشعور بالأمن والأمان، وانجرافه إلى الكثير من المشاكل وارتكاب الأخطاء، وتعرضه للعنف والإساءة، وطالبوا بضرورة توحيد الجهود في كافة المؤسسات والإدارات في مختلف القطاعات لمواجهة مهددات أمن وأمان الطفل والعمل على ترسيخ القيم الأخلاقية والعادات الاجتماعية التي يتباهى بها المجتمع الإماراتي بشكل خاص والعربي بشكل عام، لاسيما في ظل المتغيرات والغزو الذي يتعرض له أطفالنا من جراء الثورة الإلكترونية وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي والتي أفرزت الكثير من المشاكل التي لم تشهدها الأجيال السابقة.
وأكدوا في ختام الندوة السنوية التي نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أهمية دور الأسرة بالدرجة الأولى في حماية ورعاية الطفل، تليها الجهات الأخرى كدور المدارس والجمعيات وما إلى ذلك. فيما اعتبروا أن الحب غير المشروط وعدم إكسابه المهارات والقيم ومعرفة محددات الطفل كفيلة بجعله طفلاً غير مسؤول ينجرف بسرعة تجاه الخطأ، لعدم إدراكه خطورة ما يقدم عليه.
وشارك في الندوة التي حملت شعار “حماية القيم ومهددات بناء شخصية الطفل”، كل من مدير فرع تحليل الظواهر الاجتماعية بوزارة الداخلية حمدان العامري، وباحث وأستاذ جامعي، مدير فرع مدينة الشارقة للخدمات الانسانية في كلباء الدكتورة أسماء الدرمكي، وموجه أسري يوسف الشحي، ورئيس مجلس إدارة جمعية حماية الطفل فيصل الشمري، والتربوي واختصاصي إرشاد في مؤسسة الإمارات للتعليم صلاح الحوسني، واستشاري معرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية الدكتور شريف أبو شادي.
وأكد المتحدثون اأن منظومة القيم المجتمعية من الأمور الهامة في بناء شخصية الطفل ليكون إنساناً ناضجاً متكاملاً قادراً على المساهمة في خدمة وطنه ونفسه، ولتحقيق هذا الأمر يحتاج إلى تدرج يتمثل أولاً في دور الأسرة وهي المؤسسة الأولى المعنية بتعزيز سلوك وقيم وتربية الطفل من بداية ولادته، ثم يأتي دور المدرسة في الإشراف ومتابعة هذا الجانب، يليها المؤسسات المجتمعية الأخرى منها المؤسسات الأمنية ووزارة التربية والتعليم وغيرها من المؤسسات التي لها دور في تعزيز هذا الجانب القيمي، وضرورة وجود نظام متكامل للأطفال تضعه الأسرة والمؤسسات المعنية الأخرى يتمثل بالحوار بين الأبناء والآباء وضرورة وجود القدوة وغرس القيم الحميدة والمثل العليا، ومكارم الأخلاق في الحياة لأنها تمثل الجذور الطيبة التي تُبنى على أساسها الأمم.
وأوضحوا أن اللّبنة الأولى لشخصية الطفل والبناء القيمي والأخلاقي يتكون داخل الأسرة، قبل أن تأتي مساهمات المؤسسات الاجتماعية الأخرى في مراحل تالية من حياة الطفل، كما تكمن التحديات بالبرامج والأنشطة المتنوعة والهادفة الموجهة للأطفال والشباب، التي تحتاج الى التغيير كي تتواءم مع المتغيرات المجتمعية والتي سبّبها الانفتاح على شبكات الاتصال الرقمي والثقافات المتنوعة.
كما دعت الندوة إلى التزام كل مؤسسة وجهة بدورها والعمل على تشجيع المبادرات والأنشطة والجوائز لتعزيز السلوك وتطوير السياسات واللوائح التي تعزز القيم والتعاون بين جميع المؤسسات وعمل شراكات مجتمعية تكاملية فيما بينها إضافة إلى اهتمام الجمعيات التي تعنى بالأسرة برأب الصدع وترميم الشروخ بالعلاقات الأسرية ومواجهة التحديات المجتمعية والابتكار في موضوع التوعية وبناء القدرات ووضع ممكنات لدعم اللغة العربية وممكنات على الرقابة من الجهات المسؤولة عن مواقع التواصل وتحديث الخطاب الديني الموجه للأطفال يحاكي الواقع الذي يعيشه جيل اليوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم