هناك بصمة ما ستظل دائما مستعصية على الذكاء الاصطناعي
يرى الروائي، فيصل الأحمر، أن التجارب الحالية حول الذكاء الاصطناعي والبرامج المتوفرة حاليا “تجعلنا نتساءل فعلا حول مصير الإبداع البشري في ظل تطور وعي الذكاء الاصطناعي بخصوصيات الذهن البشري”. ويلاحظ فيصل الأحمر، أن برامج الذكاء الاصطناعي التي تطلقها شركات مثل مايكروسوفت وغوغل والبرامج التي أشرف عليها أول الأمر إيلون ماسك، هي كلها متطورة جدا تقوم بتجارب وتحسينات بأعداد كبيرة جدا في زمن قصير وتطور أدائها، حيث أنه وصلت إلى كتابة الشعر ووصلت إلى وضع أغان حديثة على أصوات مغنين ميتين، أو تأليف قصص معروفة في أطر غير أطرها الأصلية، ثم وضعها في المستقبل وتصور ماذا يمكن أن يحدث نتيجة لكل ذلك.
يذكر فيصل الأحمر “فالواقع الملاحظ هو أنه يمكن للذكاء الاصطناعي كتابة قصص غريبة وغير متوقّعة معيّنة… تستطيع أن تطلب مثلا من برنامج أن يكتب لك حلقة جديدة من حرب النجوم تكون شخصية “دارك فادور” فيها مثلا شخصية خيّرة… (مثال يورده المحاضر العالمي إدريس آبركا).. كل هذا يقول الأحمر “يجعلنا نتساءل إذا حول الإبداع الذي كثيرا ما حدث لنا أن نتصوره كشيء لصيق إلى درجة كبيرة جدا بالتجربة البشرية، فهو بصمة لما هو إنساني للتفريق بينه وبين ما هو آلي أو ما هو ميكانيكي أو ما هو خال من الروح ومن الإنسانية”.
يرى الروائي أن المشرفين على هذه البرمجيات كلها حاليا وفي هذه اللحظة بالذات، يشعرون بحرج كبير ويشعرون حتى بالخوف من التطور السريع لهذه البرامج ويفكرون جميعا في توقيف مسار الذكاء الاصطناعي حاليا، شارحا “يعني من أجل التفكير في أطر جديدة لتطور الذكاء الاصطناعي صوب نوع من الوعي بالذات الذي يشبه الحياة أو الوعي أو شيئا من هذا القبيل”.
يعتقد فيصل الأحمر، أن هناك بصمة ما ستظل دائما مستعصية على الذكاء الاصطناعي الذي يفهم كيف تعمل الأمور ويستطيع أن يتأمل في فهمه، ولكن سيظل دائما يعي هذه البصمة من الخارج وربما ستنفلت منه دائما تجارب عميقة مثل الصدفة أو كسر النمطية الموجودة عند الإنسان مثل طاقات الجنون، الغفلة، الانتقالات غير المضبوطه، النظام…
يؤكد الأحمر أن ما هو إبداعي يرتبط دائما بكسر ما هو خاضع لقاعدة أو ما هو خاضع لضوابط وما هو منهجي …وكل هذه الآليات التي يعمل من خلالها العقل والمنطق، أعتقد أن هامشا صغيرا وضروريا إلى حد بعيد منها سيظل دائما كامنا في التجربة الإنسانية ومتعصيا على الذكاء الاصطناعي. ويتوقع الأحمر أن تكون هنالك ما يمكن أن يكون مراجعة للبرامج أو إعادة برمجة أو إعادة صياغة لطريقه عمل الذكاء الاصطناعي…
وبرؤية كاتب الخيال العلمي، يقول فيصل الأحمر “ستكون هنالك بروتوكولات في القريب ربما تحدد مجالات عمل الذكاء الاصطناعي دفاعا عما هو إنساني ضد الإمكانيات الرهيبة والمجهولة والمخيفة لأنها مجهولة لعمل الذكاء الاصطناعي”. ويخلص إلى القول “إن العقل البشري سينتصر دائما ولو أنه يعيش منعرجا حضاريا هاما جدا وقد يكون خطيرا جدا، وقد تنتج عنه نتائج مرعبة ورهيبة بالنسبة لقطاعات واسعة من البشرية. يتعلق كل ذلك أو يرتبط بما ستمنح لهذه البرمجيات من إمكانيات تحقيق سلطة في حياتنا، أي إمكانيات هندسة الحياة والتأثير على الفضاء البشري وتحديد مستقبله”.