بنسعيد يبرز خصائص الإيسيسكو الجديدة
احتضن جناح “الإيسيسكو” في المعرض الدولي للنشر والكتاب، جلسة فكرية خصصت لقراءة الكتاب الجديد للكاتب والصحافي عبد القادر الإدريسي، الذي أصدره حديثا تحت عنوان “الإيسيسكو الجديدة.. الضمير الحضاري للعالم الإسلامي”.
وقد شارك في الجلسة الدكتور جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والدكتور المحجوب بنسعيد، المستشار الإعلامي والثقافي لرابطة العالم الإسلامي ومدير مركز الإعلام والاتصال سابقا في “الإيسيسكو”. وقام بإدارة الجلسة نجيب الغياتي، المستشار الثقافي للمدير العام لـ”الإيسيسكو”، وحضرها مؤلف الكتاب وبعض مسؤولي وخبراء هذه المنظمة وعدد من المهتمين بالعمل الثقافي في المنظمات الدولية من أساتذة وطلبة باحثين. كما تابع المدير العام لـ”الإيسيسكو”، الدكتور سالم بن محمد المالك، ختام هذه الجلسة إثر التحاقه بالمعرض عائدا مباشرة من مدينة مراكش .
وبعد مداخلة عميد كلية الآداب بالرباط، التي استعرض فيها محتويات الكتاب وأبدى بعض الملاحظات والاقتراحات بشأنها، أوضح بنسعيد في البداية أن جناح “الإيسيسكو”، في شكله وهندسته وبرنامجه الثقافي، هو ثمرة من ثمار “الإيسيسكو” الجديدة، قبل أن يسلط الضوء على جوانب من علاقته المهنية بمؤلف الكتاب حين كانا يشتغلان معا في “الإيسيسكو”، مبرزا خصوصيات التراكم والرصيد المعرفي للإدريسي من خلال كتبه التي بلغ عددها 23 كتابا، كان أولها “مغرب مسلم أمس واليوم وغدا” الصادر عام 1982 ، وآخرها كتابه “الإيسيسكو الجديدة.. الضمير الحضاري للعالم الإسلامي”.
واستنتج بنسعيد أن المؤلف ظل مشغولا بقضايا الإسلام وحضارته وثقافته، ومتابعا لمسيرة العمل الإسلامي المشترك، ومحللا للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي على المستوى السياسي والتربوي والثقافي والعلمي والديبلوماسي والتنموي.
وأشار في مداخلته إلى أن كتاب “الإيسيسكو الجديدة.. الضمير الحضاري للعالم الإسلامي” يعد وثيقة مهمة لأن مؤلفه خبير في شؤون “الإيسيسكو” بحكم اشتغاله فيها أكثر من 32 سنة. كما أوضح أن الكتاب ليس ترويجا لهذه المنظمة أو تعريفا بها أو تلميعا لصورة مديرها العام، بل هو اعتراف وعرفان لشخص يمثل اليوم الذاكرة الحية لـ”الإيسيسكو”، وشهادة صادقة وثمينة وشاملة ومفيدة من شاهد على العصر، أي عصر “الإيسيسكو” الجديدة.
ولذلك أوصى بنسعيد بأن يطلع على هذا الكتاب شركاء “الإيسيسكو” على اختلاف أنواعهم ومستوياتهم، وجهات الاختصاص في الدول الإسلامية، والباحثون والمهتمون بالعمل الثقافي الإسلامي وبالمنظمات الدولية المختصة في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
وأضاف أن “الإيسيسكو” كانت سابقا تمثل “الضمير الحي للعالم الإسلامي” في انسجام منطقي مع الظروف التي كان يمر بها حين تم إنشاؤها عام 1982، حيث كان السعي حثيثا لتجاوز مرحلة الانهزام، والبحث عن إحياء الهوية الثقافية الإسلامية والدفاع عنها وصيانتها.
وقال إن “الإيسيسكو” في مرحلة لاحقة مع بداية الألفية الثالثة أصبحت تمثل “الضمير الحضاري للعالم الإسلامي”، في إطار الدفاع عن الحضارة الإسلامية وإبراز دورها في حوار الثقافات لمواجهة نظرية صدام الحضارات. لكنها اليوم أصبحت، بفضل رؤيتها الجديدة المبتكرة القائمة على استشراف المستقبل وانفتاحها على العالم غير الإسلامي، مؤهلة لتكون “الضمير الحضاري للإنسانية ” في زمن انهيار القيم وترسيخ الوعي بحقوق الإنسان والإنسانية .
وختم بنسعيد قراءته للكتاب بالإشارة إلى أن المؤسسات والمنظمات هي كائنات حية تولد وتنمو وتتطور وتواجه صعوبات وتتعرض لإخفاقات تهدد استمراريتها، لكنها تستطيع أن تتجدد وتواصل مسيرتها بنجاح إذا وجدت قيادة حكيمة تؤمن بالتجديد والإبداع، وتشجع الكفاءات، وتتقن التواصل والحوار داخليا وخارجيا، وتمتلك رؤية شاملة لا تفرط في مكتسبات الماضي، وتراعي تحولات ومتغيرات الحاضر، وتستشرف المستقبل. وهذه الشروط والمميزات، يضيف بنسعيد، توفرت في “الإيسيسكو” منذ تعيين مديرها العام الحالي سالم بن محمد المالك عام 2019 .
المصدر: هسبريس