المالكي يحث على إتقان اللغات الأجنبية في جميع مستويات التعليم والتكوين
السبت 3 يونيو 2023 05:30
دعا الحبيب المالكي، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إلى تعزيز القدرات اللغوية للتلاميذ والطلبة المغاربة، على اعتبار أن اللغات الأجنبية بوابة للانفتاح على الثقافات الأخرى، مشيرا إلى أن النهوض بالقراءة ونشر الثقافة لا تتحملهما المدرسة وحدها، بل هما مسؤولية المجتمع ككل.
ولفت المالكي، في ندوة نظمها المجلس، خلال مشاركته في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، إلى أن المغرب بحاجة إلى “مزيد من السياسات الوطنية المندمجة الهادفة إلى تطوير الثقافة المغربية والانفتاح على ثقافات أخرى، لا سيما عن طريق إتقان اللغات الأجنبية من طرف المتعلمين في كل مستويات التعليم والتكوين المهني والبحث العلمي”.
وأردف أن تحقيق هذا الهدف “يسائل قدرتنا جميعا على العمل المتواصل بهدف تشجيع القراءة”، مشيرا إلى أن هذا الورش “لا يمكن حصره في المسؤولية الملقاة على عاتق المدرسة المغربية، لأن تشجيع القراءة والتعلم ونشر الثقافة وتطويرها هي مسؤولية مجتمعنا بكل مكوناته وأطيافه، خصوصا في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجية”.
ولمّح المالكي إلى انشغال المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بالتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، الذي تزايدت التحذيرات من تغوّله في حياة الإنسان بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، قائلا إن التكنولوجيا الحديثة “أضحى لها دور في المكانة التي يحتلها الفرد اليوم، حتى أنه أصبح لا يرتبط فقط بالحرية الاجتماعية والسياسية، بل بالتحرر الإنساني الذي أصبحت معه عقلية التجريد تمتد إلى كل العلاقات الاجتماعية، حيث نقلل من أهمية الإنسان في مهاراته وتفكيره، وننقلها إلى الآلة والتطبيقات”.
وأضاف أن التكنولوجيا، وإن كانت منحت الإنسان حريات ووسائل جديدة حررته من عوائق الطبيعة، “فإنها سلبت في الوقت ذاته بعض حريته وواجهتها بأخطار جديدة وضعته في كثير من الوضعيات تحت عبودية آليتها وآلاتها”.
واعتبر المسؤول ذاته أن التكنولوجيا الحديثة، رغم مزاياها في تقليص المسافات الزمانية والمكانية، وسيولة الإعلام وتيسير المعلومات والتلاقح الثقافي وتحسين الأداء التعليمي والتكويني والإداري والمعلوماتي، فقد تحولت إلى أخطر سلاح لا مادي، وإلى حرب إلكترونية ذات الصفر ضحايا كما يُدّعى، دون إغفال السيطرة الإعلامية وتزييف الأخبار وإفشاء ثقافة التمييز والعنف”.
ومع ذلك، يردف المالكي، “فإن العلم ما زال قادرا على إدراك دوره القديم، المتمثل في تحرير الإنسان من جديد، إذا ما جُددت مضامينه وأطروحاته وأهدافه، وصولا إلى التفاعل الإنساني الجديد والمتجدد”.
المصدر: هسبريس