الكلاب البوليسية في شرطة دبي تكشف «الحرائق المفتعلة»
قطعت شرطة دبي شوطاً أقرب إلى الخيال في تأهيل الكلاب البوليسية وتطوير إمكاناتها التقنية في هذا المجال الحساس، إذ تمكنت من تدريبها على الكشف عن مسببات الحرائق المفتعلة (العمد)، وشم الروائح تحت الماء، لتسهم بشكل فاعل في تحديد أماكن الغرقى.
كما طورت تقنية لسحب الروائح من الأماكن التي لا تستطيع الكلاب البوليسية الوصول إليها، وتخزينها في عبوات زجاجية لتشمها، وتحدد طبيعتها في مكان ملائم.
وقال مدير إدارة التفتيش الأمني (كي 9)، الرائد صلاح خليفة المزروعي، لـ«الإمارات اليوم» إن شرطة دبي طورت أدواتها التدريبية في مجال التفتيش الأمني، مستخدمة تقنيات فريدة من نوعها على مستوى المنطقة، ما أسهم في تعزيز قدرة الكلاب البوليسية على اقتحام مجالات معقدة.
وتابع أن الكلاب البوليسية في شرطة دبي أثبتت قدرة كبيرة على الكشف عن أسباب أو مسببات الحرائق المفتعلة، بالتعاون مع خبراء الهندسة الجنائية «الحرائق»، بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، بالإضافة إلى التخصصات التقليدية مثل الكشف عن المخدرات والمواد الممنوعة.
وأشار إلى قدرة الكلاب على رصد أنواع معينة من الروائح التي يمكن أن تكون سبباً في إشعال الحرائق عمداً، مثل المواد البترولية، كالبنزين والديزل، مضيفاً أنها تمثل حالات نادرة، لكن تقع أحياناً نتيجة خلافات، وتكون حوادث فردية.
وأكد أن شرطة دبي تعاملت أخيراً مع حريق متعمد، نجم عن حالة من الغضب الشديد والرغبة في الانتقام، إثر نشوب خلاف بين زوجين.
وتابع أن الإدارة أدخلت تخصص البحث عن المفقودين تحت الماء منذ نحو عام، ونجحت الكلاب البوليسية في تحديد موقع شخص مفقود تحت المياه، ضمن محيط محدد أثناء وجودها برفقة مدربيها على سطح زورق، لتباشر بعدها فرق الإنقاذ البحري عملها بالغوص، وانتشال جثة الغريق، مؤكداً أن «الكلاب البوليسية أثبتت كفاءة في تمييز الروائح تحت المياه، وتحديد مواقع الغرقى، حتى إن كانت موجودة على ظهر زورق».
وأوضح أن «البعض اعتقد أن هذا أمر صعب جداً، في ظل وجود الجثة أسفل الماء، ما يحول دون شم رائحتها، لكن الواقع أن هذا تخصص مهم وموجود في أميركا وأوروبا. وقد أسهمت الكلاب البوليسية في حل غموض جرائم، والمساعدة على الوصول إلى جثث غرقى».
وشرح أن «هناك روائح تصدر من جسم الإنسان بعد وفاته، حتى لو كان تحت الماء. وقد نجحت الإدارة في تدريب الكلاب البوليسية على شم هذه الروائح، ما يمثل إضافة مهمة، خصوصاً في الحوادث الناجمة عن اندفاع السيول، وتكوّن المسطحات المائية، فضلاً عن إمكان استخدامها في حال طلب المساعدة من دول صديقة تتعرض لهذا النوع من الكوارث الطبيعية».
وأفاد المزروعي بأن إدارة التفتيش الأمني تنظم الملتقى العالمي للكلاب البوليسية، الذي يشارك فيه أفضل الخبراء في هذا المجال على مستوى العالم، وتطرح فيه أحدث التقنيات ذات الصلة، ويمثل الملتقى فرصة لتلاقي التجارب وتطويرها.
وتابع أن من أحدث التقنيات التي عرضتها الإدارة خلال الملتقى تسخير الذكاء الاصطناعي في تطوير أجهزة لسحب الروائح من الأماكن التي يصعب على الكلاب الوصول إليها، وتخزينها في زجاجات، حتى تستطيع الكلاب شمها وتحديد مصدرها وطبيعتها.
ولفت إلى تجربة هذه التقنية مرات عدة، مؤكداً أن الجهاز أثبت كفاءة كبيرة في نقل الرائحة من مكان إلى آخر، الأمر الذي وفر وسيلة للتغلب على مشكلة الأماكن التي يصعب على الكلاب دخولها.
فريق متخصص في المداهمة
قال مدير إدارة التفتيش الأمني (كي 9)، الرائد صلاح المزروعي، إن الإدارة أنشأت فريقاً متخصصاً للمداهمات باستخدام الكلاب البوليسية، يتكون من ضابط وخمسة مدربين، إضافة إلى الكلاب التي تستخدم حال طلبها من الإدارة المعنية بالمداهمة التكتيكية، لما لها من رهبة وقدرة على تنفيذ مهام نوعية متنوعة.
شرطة دبي تعاملت مع حريق متعمد بسبب الرغبة في الانتقام.. إثر خلاف بين زوجين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم