المطالبة بإشاعة ثقافة التبليغ عن جريمة الغش في الامتحانات
قال النائب العام لدى مجلس قضاء بشار في كلمته الافتتاحية في اليوم الدراسي حول مكافحة الجرائم المرتكبة في الامتحانات النهائية في الطور المتوسط والثانوي، أن امتحانات نهاية السنة رغم أهميتها كحدث وطني إلا أنها باتت تنغصها بعض التصرفات السلبية بين الفينة والأخرى، وأضحت تشكل إخلالاً صارخاً بقوانين البلاد، والهدف من وراء ذلك كله هو المساس بمصداقية هذه الامتحانات والتأثير على نتائجها والمساس بمستقبل أبنائنا التلاميذ.
واعتبر ذات المتحدث أن المجتمع الجزائري لم يبقى بعيداً عن هذه المكائد بل تفطن لها وللأساليب الدنيئة التي باتت تحاك ضد بلادنا، مشيرا إلى أن ترسانة من القوانين أعدت لمجابهتها بكل حزم، و لكن ذلك يبقى غير كاف إذا لم تتضافر جهود الجميع من تلاميذ وأوليائهم و فعاليات المجتمع المدني.
وتوجت مداخلات هذا اليوم الدراسي حمل جزء منها طابعا وقائيا و الأخر طابعا جزائيا عقابيا، حيث ركزت التوصيات المتعلقة بالجانب الوقائي على ضرورة انخراط فعاليات المجتمع المدني في إشاعة ثقافة حماية الدولة عن طريق التبليغ. مع اقتراح اعتماد تطبيق “بلغ آنت تحمي بلدك” ينشر بشكل واسع على المستوى الوطني، إلى جانب انخراط مؤسسة الإعلام في توسيع نشر ثقافة حماية الدولة عن طريق التبليغ وشرح التشريع المدرسي وقواعد المسؤولية الجزائية عن الغش.
وطالب المتدخلون باليقظة لدى الأجهزة الأمنية المختلفة في الوقاية من استعمال المواقع الالكترونية للغش، على أن يترافق ذلك مع تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمسجد في التوعية.
وفي الجانب الجزائي العقابي اتفق المتدخلون على إدراج نصوص إجرائية تتضمن إجراءات الكشف والتحري عن جرائم الغش في الامتحانات، وفي المقابل إدراج أحكام عقابية خاصة بالأطفال المرتكبين لجريمة الغش بدل النصوص العقابية الواردة في المواد 253مكرر 6 ومكرر 12، إلى جانب تحديد ركن الجريمة تحديدا دقيقا وتحديد التوقيت الذي يؤدي فيه نشر مواضيع الامتحان للمسائلة الجزائية، على اعتبار أنه تمت متابعة أشخاص بجريمة الغش في الامتحان على الرغم من مرور أكثر من نصف ساعة من بداية الامتحان.
وتميز هذا اليوم الدراسي الذي نظمه مجلس قضاء بشار في إطار رزنامة أعدتها وزارة العدل بخصوص هذا الموضوع بإلقاء بثلاث مداخلات ألقيت من طرف رئيس محكمة بشار السيد سلامي محمد، وقاضي التحقيق لدى محكمة بني عباس وأستاذ من كلية القانون بجامعة بشار، حيث عرفت المداخلات نقاشا واسعا ومستفيضا شارك فيه حتى التلاميذ الحاضرين بأسئلة دقيقة لم يكن يتوقعها منظمو هذا اليوم الدراسي. الذي تميز بحضور إطارات من مديرية التربية، فعاليات مجتمع مدني، عناصر الضبطية من درك وشرطة، المحافظة الولائية للكشافة المدنية، نقابة المحامين، وقضاة من مجلس قضاء بشار.