"مبادرة الواحات" تجمع مغاربة وأجانب
عقدت بمدينة ورزازات، مساء أمس الاثنين، مائدة مستديرة حول “مبادرة الواحات المستدامة”، ترأسها محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات؛ وذلك على هامش الدورة الأولى للمؤتمر الدولي للواحات ونخيل التمر، من 29 إلى 30 ماي الجاري في ورزازات.
وتهدف هذه المائدة المستديرة، التي حضرها عامل إقليم ورزازات، عبد الرزاق المنصوري، وبمشاركة ممثلي البلدان والأطراف المعنية بالمحافظة على الواحات، وخاصة عبد الوهاب زايد، الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمور والابتكار الزراعي (الإمارات العربية المتحدة)، إلى التحضير لاجتماع وزاري مقرر عقده في أوائل أكتوبر من السنة الجارية لتنفيذ الأهداف التي حددتها مبادرة الواحات المستدامة.
وذكّر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في كلمته بمناسبة انعقاد أشغال المائدة المستديرة، بأهمية الواحات كنظام بيئي فريد ومجال ذات تراث طبيعي وثقافي وحضاري متميز، وكموطن لمنتجات زراعية خاصة.
وشدد صديقي على ضرورة إيلاء المزيد من الجهود في مجال البحث العلمي والتقني، الرامية إلى إيجاد تدابير وحلول وقائية أكثر فعالية تمكن الواحات من التكيف مع التحديات التي تواجهها ومن التغلب على الإكراهات التي تحد من استدامتها.
وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أنه، ونظرا للتحديات المتعددة، أصبح من المهم تبني نهج تعاوني وتبادل الخبرات بين جميع الجهات المشاركة، كجزء من نهج شامل ومتعدد الأبعاد لضمان استدامة الواحات وتمكينها من أداء أدوارها على المستويات البيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
في سياق التغيرات المناخية والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية، أكد المشاركون في المائدة المستديرة أن الواحات تواجه تهديدا حقيقيا يمكن أن يخل بتوازن هذه النظم البيئية، ومع ندرة الموارد الطبيعية وتسارع التوسع الحضري تتولد عواقب سلبية على استمرارية واستدامة الواحات المعرضة لخطر الزوال؛ مما يفسح المجال لظاهرة التصحر.
ويولي المغرب أهمية خاصة لتنمية الواحات من خلال الاستراتيجيتين الفلاحية “مخطط المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”، وفق بلاغ وزارة الفلاحة، الذي أشار إلى أنه تم إنجاز مشاريع وبرامج تنموية وتدابير هيكلية لتنمية واستدامة هذه المناطق الهشة.
وأضاف البلاغ ذاته أن قطاع نخيل التمر، الذي يغطي مساحة تفوق 60 ألف هكتار، شهد غرس أزيد من 3 ملايين شتلة، وتقوية المنشآت الهيدروفلاحية، وإنشاء وحدات عديدة لتخزين وتلفيف التمور بمختلف الواحات، مشيرا إلى أنه من المرتقب أن تتوسع مغروسات النخيل بخمسة ملايين شتلة فضلا عن إعداد وتهيئة الواحات القديمة حتى تقاوم الإكراهات والضغوطات.
وترتكز مبادرة الواحات المستدامة إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية: أولها الاعتراف بالخصائص الفريدة للنظام الإيكولوجي الزراعي للواحات ونقاط ضعفه، وثانيها تنفيذ جهود منسقة لحماية تراث الواحات بما في ذلك تنوعها البيولوجي والنظم الإيكولوجية ومجتمعاتها البشرية، وثالثها تعزيز التنمية المستدامة في الواحات.
يذكر أنه جرى إطلاق مبادرة “الواحات المستدامة” ببادرة من المغرب بالتنسيق والتشاور مع جميع الشركاء، على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP22) الذي عقد في مراكش في نونبر 2016. ومنذ إطلاقها، شكلت هذه المبادرة محور العديد من التظاهرات المنظمة على الصعيدين الوطني والدولي؛ بما في ذلك الدورة الثانية لقمة “فرصة المناخ 2017″، والمعرض الدولي للفلاحة في المغرب سنة 2017، والمؤتمر الـ27 للأطراف الذي عقد في شرم الشيخ في نونبر 2022.
“مبادرة الواحات” تجمع مغاربة وأجانب .
المصدر: هسبريس