اخبار المغرب

ندوة فكرية ترصد أعطاب اليسار المغربي.. تخبط في “الماضوية” وخطاب متكرر

لماذا تراجع النفوذ السياسي لليسار المغربي؟ ولماذا أضحى العرض السياسي الاشتراكي يعيش “خصاصا مهولا”؟ ولماذا لا تقدم مكوناته على إحداث مراجعة مطولة لسياساتها؟ هي الأسئلة التي طرحها منتدى الفكر والمواطنة في ندوة بعنوان “الحركة التقدمية وتحدي بناء مشروع مجتمعي جديد”.

اللقاء الذي عرف تكريم محمد موكا، أحد “أهم” مؤسسي منتدى الفكر والمواطنة، وقف على ذكر أعطاب التجربة الاشتراكية بالمغرب، التي بسطتها وفاء حجي، رئيسة المنتدى، في جملة واحدة، قائلة إن “الفكر اليساري التقدمي أصبح بعيدا عن رغبات المواطن المغربي، يغرد بذلك في سرب بعيد عن الواقع المعاش”.

حالة من التخبط

من جانبه، قال عبد الرحمن العمراني، جامعي باحث في القانون والعلوم السياسية، الذي قدم ورقة تحليلية حول واقع اليسار بالمغرب، إن “اليسار يعيش ببلادنا منذ 20 سنة في تخبط بين التأثير في عقله السياسي من جهة، وفي خضم التشبث بأحضان الفكر الاشتراكي التقليدي الذي لم يعد يصلح للوقت الحالي”.

وأضاف العمراني أن “اليسار المغربي أصبح يعيش في قلق الابتعاد عن التأثير على المشهد الاجتماعي المغربي، جعله ذلك يسمح بأقل المكاسب السياسية، وهي الرغبة فقط في التحالف الحكومي، والسعي للبحث عن جل الطرق الممكنة للدخول في الحكومات المتعاقبة”.

وأورد المتحدث ذاته أن “العائلة الاشتراكية لا تستطيع تقديم تصور جديد لسياستها المتجاوزة، وأصبحت لقاءاتها ومؤتمراتها مجرد التزام قانوني تنظيمي، وليس فسحة فكرية سياسية للبحث عن سبل الخروج من الأزمة التي تحدث بسبب غياب الوفاء للفكر الاشتراكي الحقيقي، وليس بفعل تعارض الواقع المجتمعي”.

“قلق” الأسئلة حول الواقع والآفاق طبع سيرورة الورقة النقدية لواقع اليسار المغربي، إذ بين الباحث في القانون والعلوم السياسية عينه أن “غالبية القادة الاشتراكيين تحولوا إلى موظفين سياسيين، ينتجون خطابات انتخابية متجاوزة، دون الحرص على تقديم بدائل فكرية ومجتمعية تلامس تطلعات الناخبين المغاربة”.

وعن تطلعات اليسار المغربي حول القضايا الراهنة، أبرز المتحدث أن “العائلة الاشتراكية المغربية يجب أن تبدع على صعيد تصور أشكال من التعايش والتجانس والتكامل للمشاكل المجتمعية الحالية، والابتعاد عن النزعة الاشتراكية القديمة التي تفرض مناخ التشاؤم السياسي داخل المجتمع”.

خطاب متكرر

من جانبها، قالت مريم بن خويا، عضو حزب فيديرالية اليسار الديمقراطي، إن “اليسار المغربي إلى حدود الساعة لم يغير من عقيده، ولم يسع لحل مشاكله، بحيث إن الحملات الانتخابية الخاصة به تبين للمواطنين أنه يردد الخطاب نفسه، ما يظهر ضعفا في وجود حلول متنوعة، وفقر في الوصول إلى الطبقات الاجتماعية المغربية”.

وأضافت بن خويا أن “إدماج جميع المكونات السياسية اليسارية حول نقاش سياسي صريح، سيساهم في تجريد الجسم اليساري المغربي من الذاتية القاتلة قصد التفكير بشكل جماعي في تقديم مشروع مجتمعي يلامس تطلعات المغاربة”.

من جانبه، قال المهدي العمراني، عضو منتدى الفكر والمواطنة إن “الحديث عن حالة اليسار المغربي لا يجب أن ينحصر على المستوى المحلي، بل يجب أن ينطلق من حالته على المستوى الدولي، التي هي بنفسها تعرف تراجعا كبيرا”.

وأضاف العمراني أن “التجارب اليسارية بالمغرب تختلف بشكل كبير عن بعضها بعض، وعند الوقوف عند دراستها، لا يجب وضعها في سلة واحدة، كما أن تراجع تأثير اليسار بالمغرب راجع إلى التأثير الذي خلقه تطور النظام الرأسمالي في العالم”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *