الكرة الجزائرية في موضع .. تسلل
انتقل السجال بين نادي بارادو واتحاد الجزائر، من المستطيل الأخضر إلى ما هو أخطر .. فنتيجة المباراة النهائية فتح مجال “الصراع” على مصراعيه بين، ليس الفريقين، إنما إدارة الفريقين، بسبب “ذلك الخطأ التحكيمي” الذي يبدو، خاصة مع نهاية كل موسم، لا دواء له، وقد تحوّلت لجنة التحكيم “قسرا”، إلى رقم مهم في تحديد البطل والوصيف، والنازل والصاعد ومَن يبقى جانبا على “الرصيف”.
ما حدث في المباراة المتأخرة عن الجولة العشرين للرابطة المحترفة، أول أمس، بملعب عمر بن رابح بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة بين نادي بارادو واتحاد الجزائر، يضع، مرة أخرى، الكرة الجزائرية في موضع تسلل غير معلن من “حكّام” الكرة على مستوى الاتحادية، حتى أضحى تحاشي “رفع الراية” أو “إطلاق الصافرة” للقول إن ثمة خطأ “تقديري” من شأنه أن يؤثر على مجريات اللعب والنتيجة في الملعب من “المسلّمات” والقواعد الأساسية التي جعلها القائمون على “الساحرة” نهجا ونبراسا تسير فيه منظومة الكرة بخطى “ثابتة” و”متسارعة” نحو الهاوية، لِما تحمله “صور” المباراة بين الفريقين، خاصة في لقطة تسجيل الهدف الثاني لنادي بارادو، من دلالات واضحة على أن “التقدير الخاطئ” للحكم لا يمكن له الصمود كغطاء أمام الانتقادات، بالنظر إلى المسافة البعيدة بين مهاجم نادي بارادو وآخر مدافع لاتحاد الجزائر والتي كانت تفرض على حكام المباراة إعلان “وضعية تسلل مع سبق الإصرار والترصد”.
وتعكس “حرب البيانات” بين نادي بارادو واتحاد الجزائر تلك الصورة القاتمة للكرة الجزائرية التي جعلت من اللعب الجميل والنزيه استثناء وليس قاعدة، حتى صارت شكوى “الضحية”، اتحاد الجزائر، ضد مهازل تحكيمية جديدة “عابرة للقارات” بمثابة نسخة طبق الأصل من قرارات “ارتقت” إلى قمة الفضائح على الإطلاق، لم تعُد فيها “الأخطاء” تحمل من “التقدير” إلا الاسم، وصارت، أيضا، ردة فعل “المستفيد” من المهازل، نادي بارادو، يتحدى الصورة ويؤكد بأنه هدف من أجمل كرة، حتى وإن كانت الحقيقة الثابتة تقطع الشك باليقين وتبرز على “الأرض” بأن “الكرة” .. تدور وتدور .. بنفس “تقدير” غاليلو غاليلي الذي ثبت على نفس القناعة حتى وهو يعلم بأنه هالك وهو “مقهور”..
من العيب والجزائر تكتب صفحات جميلة عن جمال الكرة بأرضها بحضرة ضيوفها، تسويق تلك الصورة القاتمة عن واقع التحكيم في كرة القدم الجزائرية، وقد أضحت كثرة الأخطاء التحكيمية، تحت غطاء “التقدير”، رياضة جماهيرية واسعة الانتشار، فيها يرى المستفيد في فوزه انتصارا نزيها، وفيها يرى الضحية مَن تسبّب في هزيمته سفيها .. وبينهما يأتي من اللجان والهيئات “قرارا تافها”..
الكرة الجزائرية تلتهم الملايير كل موسم، وتحظى بدعم من الدولة منقطع النظير، وليس لانعكاسات الفضائح سوى تلاعب بالمستقبل والمصير، على مرآى من مسؤولين يتفرجون على منظومة تسير نحو مزيد من التعفن ووضع عسير، حتى أن “حرب البيانات” لها ارتدادات، فالخطأ التقديري في مباراة يجرّ عدة احتمالات تخص نادي بارادو واتحاد الجزائر وعديد “التشكيلات”، بما يُفقد التنافس الكروي جوهر الأخلاقيات ويتبادل المسؤولون الانتقادات والاتهامات ببيانات، وتتحوّل الكرة من فرجة إلى قاموس من “المشكلات”.
هكذا يريدها مَن يُبسطون قبضتهم على “الساحرة” .. كرة تُلعب على الدوام خارج الميدان، فيها “الخطأ” يتكرر مع كل مباراة وكل جولة وكل موسم حتى الآن، والمصيبة ستكون أكبر ما لم نتدارك أنفسنا ونعمل على تطهير كرتنا قبل فوات الأوان.