الثلاثاء 23 ماي 2023 08:16
تشهد الساحات والفضاءات العمومية وكذا الشوارع الرئيسية في مختلف مدن المغرب احتلالا كبيرا من قبل الباعة المتجولين، مما يؤدي إلى الاكتظاظ وانتشار الأزبال.
وتعرف الشوارع والفضاءات العمومية بمدينة ميدلت بدورها انتشارا كبيرا للباعة المتجولين، مما دفع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتنسيق مع الجماعة الترابية والسلطة المحلية، إلى إحداث أسواق نموذجية من أجل إيواء هؤلاء الباعة وتوفير محلات تجارية لهم داخلها.
وكشف مصدر مسؤول أنه في إطار مقاربتها التشاركية، وبعد سلسلة من التحضيرات والاجتماعات التنسيقية بين جميع الشركاء والمتدخلين، تمكنت السلطات المحلية بميدلت، بمختلف مكوناتها، من فتح وتشغيل الأسواق النموذجية التي شيدت من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتنسيق مع الجماعة الترابية لميدلت.
وأوضح المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه بهذه العملية تم الإعلان عن نهاية فوضى تجارة الرصيف وتبعاتها السلبية على الحياة اليومية للمواطنين، في حين اختفى الباعة الجائلون وتجار الرصيف من شوارع وساحات المدينة، كما اختفت جميع مظاهر احتلال الملك العام المزعجة في مقابل ظهور حركة تجارية مهمة بكل من سوق المونتية وسوق الأربعاء.
وتعتبر هذه الأسواق النموذجية فضاءات لإيواء الباعة الجائلين، حيث تمكن من توفير مساحات خاصة لهم لممارسة تجارتهم تراعي شروط السلامة والنظافة، وتضمن لهم ممارسة مهنهم بكل حرية وكرامة ومساواة دون التضييق على المتاجر أو احتلال الملك العام وعرقلة المرور بالطرق والممرات العمومية.
وكشف المصدر المسؤول ذاته أن 204 بائعين متجولين، من الرجال والنساء والشباب، استفادوا من هذه الأسواق النموذجية، التي لاقت إقبالا كبيرا من طرفهم، وبذلك يمكن وصف هذه التجربة بميدلت بالرائدة، على اعتبار أن اختيار أماكن بناء وتشييد هذه الأسواق راعى معيار القرب من المراكز التجارية للمدينة والتجمعات السكنية، وهو ما ساهم في إنجاح عملية إيواء الباعة الجائلين الذين عبروا عن ارتياحهم لهذه المبادرة المتميزة.
ويبقى نجاح هذه التجربة على المدى البعيد رهينا بانخراط الجميع، من مسؤولين ومنتخبين وباعة جائلين ومواطنين، كل من موقعه، من أجل الحفاظ على مكتسباتها وتثمين هذه المرافق التجارية العمومية للارتقاء بالمدينة إلى مستوى تطلعات ساكنتها.
المصدر: هسبريس
