“الأرصاد” تتوقع ارتفاع حرارة الأرض.. يوعابد: 2022 السنة الأسخن بالمغرب
أكد تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجة الحرارة العالمية ستشهد ارتفاعا خلال السنوات الخمس المقبلة، بفعل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وظاهرة “النينيو” التي تحدث بشكل طبيعي، ومن المتوقع أن تتطور خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأظهرت الوثيقة التي اطلعت عليها هسبريس أنه “من المحتمل أن يتجاوز المتوسط السنوي لارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وذلك في عام واحد على الأقل خلال الفترة ما بين 2023 و2027”.
وأورد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، في التقرير ذاته: “إن هذا لا يعني أننا سوف نتجاوز بشكل دائم مستوى 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاق باريس للمناخ الذي يشير إلى الاحترار طويل المدى خلال سنوات عديدة”، مضيفا أن “المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدق ناقوس الخطر للإنذار بأن العالم سيتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على نحو مؤقت، ولكن بوتيرة متزايدة”.
وتابع المصدر نفسه بأن “الحرارة الناتجة عن ظاهرة ‘النينيو’، إلى جانب تقلبات المناخ، من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة؛ فيما ستكون لهذا الارتفاع عواقب جسيمة على صعيد الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة”.
وأكدت الوثيقة ذاتها أنه “عادةً ما تؤدي ظاهرة ‘النينيو’ إلى زيادة درجات الحرارة العالمية في السنة التي تلي تطورها، وبالتالي تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ظهور آثار هذه الظاهرة عام 2024، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية للأعوام ما بين 2023 و2027 بمقدار يتراوح بين 1.1 و1.8 درجة مئوية، عن متوسط ما قبل العصر الصناعي الذي تم قياسه ما بين عامي 1991 و2020”.
وأضاف التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن “اتفاق باريس وضع أهدافاً طويلة الأجل لتوجيه جميع الدول بغية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ويهدف إلى خفض درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، ومواصلة الجهود للتقليص من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية بغية تجنب ما يترتب عن هذه الأخيرة من خسائر وأضرار”.
وفي هذا الإطار قال الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية: “تميزت سنة 2022 بكونها سنة الظواهر الجوية القصوى، فهي سنة جافة وشديدة الحرارة، بل تعتبر السنة الأكثر حرارة على الإطلاق في المغرب منذ أكثر من أربعين عاما، متجاوزة بذلك الرقم القياسي الذي سجلته مؤخرا سنة 2020، إذ فاق متوسط الحرارة لسنة 2022 المعدل المناخي العادي لفترة 19812010 بحوالي 1.63 درجة مئوية”.
وأكد رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية أن ”سنة 2022، الممتدة من فاتح يناير إلى 31 دجنبر، تعتبر رابع سنة جافة على التوالي في المغرب، مع عجز سنوي في نسبة هطول الأمطار بلغ حوالي 27%؛ مع العلم أن السنوات الأخيرة 20192022 تميزت بكونها السنوات الأربع المتتالية الأكثر جفافا منذ ستينيات القرن الماضي على الأقل، حيث تميزت بفارق في هطول الأمطار بلغ ناقص 32% مقارنة بالمعدل المناخي”.
وتابع يوعابد: ”حالة المناخ بالمغرب تعد جزءا من سياق عالمي يتميز بزيادة مطردة في تركيزات الغازات الدفيئة، ما جعل السنوات الثماني الماضية تصنف على الصعيد العالمي من السنوات الأكثر حرارة على الإطلاق. وقد كان للكوارث المرتبطة بالطقس والماء والمناخ، مثل موجات الحر الشديد والجفاف والفيضانات، أثر بالغ على ملايين الأشخاص، وكلفت خسائر تعد بمئات المليارات من الدولارات”.
وختم المتحدث ذاته تصريحه لـ هسبريس قائلا إنه “حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإن المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح الأرض والبحر يشهد ارتفاعا متواصلا منذ ستينيات القرن الماضي، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع”.
المصدر: هسبريس