اخبار المغرب

في غيبوبة منذ 24 يوما .. “الإهمال” يطال أستاذا بالمستشفى الجامعي بمراكش

مطالب لوزارة الصحة بفتح تحقيق

قضى أستاذ متعاقد بمديرية التعليم الإقليمية شيشاوة، 24 يوما وهو في غيبوبة بالمستشفى الجامعي محمد السادس مراكش، دون أن يتلقى العناية الطبية اللازمة، وسط إصرار الأطقم الطبية على نقله لمصحة خاصة حتى يتمكن من تلقي العلاجات الضرورية، مما أثار استنكارات واسعة وسط زملائه، معتبرين حالة زميلهم تؤكد “زيف” العناية الصحية التي يتم الترويج لها.

وأطلق مجموعة من الأساتذة حملة لجمع تبرعات لزميلهم المدعو المهدي مونير، الذي تعرض لحادث سير قبل عطلة عيد الفطر من أجل العلاج، هذه الرحلة، بدأت من المستشفى الإقليمي شيشاوة، ثم المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، وصولا إلى مصحة خاصة بمدينة الدار البيضاء.

في هذا الإطار، كشف عضو المجلس الجهوي للتنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد بجهة مراكش آسفي، مصطفى الكَهمة، أن الأستاذ المهدي مونير ما يزال يرقد في غيبوبة منذ تعرضه لحادثة السير يوم 19 أبريل إلى اليوم، مستنكرا “الإهمال الطبي الذي طاله بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس”.

وأوضح الكهمة أن ما كشف لعائلته الصغيرة والعائلة التعليمية، تعرض “المهدي” لـ”الإهمال والتقصير”، هو الطاقم الطبي الذي يشرف عليه بالدار البيضاء، موضحا أن جسمه يشهد “تآكلا في الظهر وحدوث ثقب في لدرجة بروز أجزاء من العظام، إضافة إلى احتمال وجود كسر على مستوى اليد، لم يشخص ولم يعالج طيلة مدة مكوثه بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش”.

وتابع المتحدث أنه تم الوقوف على “كدمات بظهر الأستاذ المعني وأسفل رجليه بسبب ضغط السرير الذي كان يرقد به بمصلحة الإنعاش، وعدم تغيير وضعية الأستاذ بشكل مستمر، وعدم التنظيف طيلة مدة مكوثه بالمستشفى الجامعي مراكش”.

غيبوبة بالسنوات

توجيه الأستاذ المذكور وفق قريب من المعني، كان بإصرار من الطاقم الطبي الذي أشرف على عمليتين خضع لهما المهدي، الأولى كانت على مستوى الرأس، والثانية على مستوى الحنجرة للمساعدة على ضخ الأكسيجين للدماغ.

وعن نجاح العملية، قال قريب الأستاذ المعني، إن الطاقم الصحي بمراكش تارة يخبرهم بأن العمليتين تمتا في ظروف جيدة، وأنهم بإمكانهم نقل “المهدي” إلى المنزل والعناية به أو إلى مصحة خاصة تستقبل مثل هذه الحالات، وتارة أخرى أن الغيبوبة قد تستمر لأزيد من أربعة أو خمسة سنوات.

ويثير شكوك العائلة، وفق المصدر ذاته، هو التضارب الحاصل في أقوال الأطقم الصحية، وعن أسباب مطالبتهم بإخراج ابنهم من المستعجلات رغم أنه في غيبوبة ويحتاج لعناية خاصة. وأيضا عن أسباب عدم تمكينهم من ملفه الطبي والفحوصات التي أجراها قبل القيام بالعمليتين.

أكذوبة العناية الصحية

المجلس الجهوي للتنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد بجهة مراكش آسفي، قال في بيان له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن هذا الوضع يكشف “أكذوبة العناية الصحية التي يُروّج لها، ويبين أن المنظومة الصحية العمومية جد منهارة لصالح لوبيات القطاع الخاص”.

كما استنكر رفض إدارة المستشفى الجامعي مراكش، وفق المصدر ذاته، “تمكين أسرته من ملفه الطبي كاملا”، رغما على إصرارهم على نقله لمؤسسة صحية خاصة، مما أعاق متابعة الحالة الصحية للأستاذ بسبب “احتجاز” ملفه الطبي كاملا، بجميع فحوصاته والتحاليل التي أجريت.

دعم ومساندة

وأطلق الأساتذة حملة لجمع تبرعات لزميلهم المهدي مونير، الذي يتلقى العلاجات بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، والتي طلبت 20 ألف درهم ضمانة من أجل ولوجه المصحة.

وطالب مجلس المتعاقدين بمراكش آسفي، من  وزارة الصحة بفتح تحقيق في الموضوع وترتيب الجزاءات لتفادي حدوث مثل هذه الحالات من الإهمال الطبي التي تعرض حياة المرضى للخطر.

وعبرت التنسيقية عن استنكارنها تجاهل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي والمدير الإقليمي المكلف بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بشيشاوة، حالة الأستاذ التي شكلت قضية رأي عام وطني تربوي طيلة الأيام الأخيرة.

وطالب التنسيقية من مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، والتعاضدية العامة للتربية الوطنية، التدخل العاجل لمتابعة الحالة الصحية للأستاذ عن كثب، وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة الممكنة له ولأخيه الذي توقف عن العمل للإشراف عليه علما أنه هو المعيل الوحيد لأسرته.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *