دعم المغرب لجيش التحرير الجزائري ولمانديلا تعبير عن عقيدة المملكة
اعتبر رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، أن المبادرات التاريخية والراهنة والمستقبلية، التي قامت وستقوم بها المملكة المغربية تجاه القارة الإفريقية، تشكل تعبيرا عن إيمان المغاربة وملوكهم بمبادئ التعاون (جنوب جنوب) والتضامن والتآزر بين دول القارة الافريقية.
واعتبر أن هذا الإيمان ليس بمثابة خيار اتُخذ من قبل المملكة. بل هو “عقيدة مرجعية في الديبلوماسية المغربية منذ الاستقلال، تجلت أساسا في استضافت المغرب ودعم وتدريب جيوش تحرير العديد من الدول الافريقية. من بينها الجزائر وأنغولا والموزمبيق لمناهضة الاستعمار”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها النعم ميارة، خلال الدورة العادية الثانية من الانعقاد التشريعي السادس، للبرلمان الافريقي، المعنونة بـ “تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية”، والمنعقدة بميدراند في جمهورية جنوب افريقيا، اليوم الاثنين.
وأضاف ميارة، أن العقيدة المرجعية للمملكة تجلت كذلك في “دعم حركات التحرر الافريقي وفي مقدمتها سعي الزعيم الافريقي العظيم نيلسون مانديلا لتحرير بلاده من نظام الميز العنصري بعد بعد تدريبه العسكري بالمغرب سنة 1962”.
وعلى المستوى الطاقي، أوضح أن إنجاز خط الغاز بين المغرب ونيجيريا، كأطول أنبوب غاز في العالم، المار عبر مجموعة من دول غرب القارة، يشكل مبادرة طموحة لتثمين القدرات الافريقية وإعادة تشكيل الخريطة الطاقية الاقليمية وتعزيز التنافسية للغاز الافريقي وتقوية تموقعه في السوق الأوروبية، مشيرا أن استثمارات المشروع ستبلغ حوالي 25 مليار دولار.
ونوه ميارة بعنوان الدورة، مسجلا أنه سيجعل من الدورة الحالية، دورة عمل، و “محطة رئيسية للمساهمة في انجاح الورش الاقتصادي القاري الذي يهدف إلى انشاء أكبر منطقة تبادل حر بالعالم، تضم بسوق قارية مكونة من حوالي 1.3 مليار شخص وناتج داخلي يناهز 3.4 ترليون دولار”.
واعتبر أن الورش سيمكن من “تسريع ديناميات التنمية المشتركة وخلق القيمة المضافة القارية وبناء منظومة اقتصادية افريقية قوية وتنافسية، تشكل المدخل الرئيسي نحو آفاق وممارسات وآليات جديدة في مجال التضامن”.
واكد على أن تنفيذ ورش “منطقة التبادل الحر القارية الافريقية” يوجد في صلب اهتمامات المملكة المغربية، بالنظر لأهميتها في تغيير النموذج التنموي القاري، ليصبح أكثر قدرة على الانتاج وخلق الفرص للجميع.
وأوضح أن هذا المشروع سيمكن من “إحداث عدد كبير من مناصب الشغل لفائدة الشباب وانقاذ 30 مليون مواطن افريقي من الفقر المدقع وتحسين دخل 68 مليون شخص، مع زيادة الثروة القارية ب 450 مليار دولار”.
وأشار إلى أن اللملكة المغربية ووفق “منهجية طموحة وتماشيا مع أهدا ف الورش القاري، عملت على المساهمة في بناء نموذج قاري للتنمية المشتركة، من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج الدامجة بعدد كبير من دول القارة”.
وعن أهم هاته المشاريع ذكر، “تطوير البنيات التحتية والتكوين الجامعي والمهني وتعزيز السيادة الغذائية والطاقية والأمن الصحي وتثمين الموارد الداخلية وتقوية المنظومات الصناعية”، فضلا عن سعي المغرب لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى الخاصة بالبرامج الاقتصادية والتنموية، وتقوية المنظومات المالية والبنكية لعدد كبير من دول القارة.
وعن نتائج السياسات المغربية تجاه إفريقيا، أشار إلى أنها قد مكنت من “ارتفاع القيمة الإجمالية للمبادلات التجارية الثنائية للمغرب مع الدول الإفريقية بنسبة 9.5 في المئة كمتوسط سنوي، بالموازاة مع تقوية الاستثمارات المغربية في إفريقيا، والتي تتكون أساسا من الاستثمارات المباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء، مما جعل المغرب أول مستثمر إفريقي بالقارة الافريقية”.
وعلى مستوى الأمن الغذائي للقارة، أوضح ميارة، أن المغرب يعمل على تعزيزه، وذلك بـ “مواكبة مجموعة من الدول الافريقية في بناء استراتيجيات فلاحية متقدمة لتقوية السيادة الغذائية وتعزيز القدرة على المنافسة في الزراعة الدولية وولوج أسواق جديدة”.
وفي السياق ذاته أكد على أن المملكة تعمل من خلال “المكتب الشريف للفوسفاط على تطوير سلسلة قيمة قارية متطورة ستمكن افريقيا خلال سنوات من الولوج بشكل عادل ومنصف الى الكميات الكافية من الأسمدة، معتمدة في ذلك رؤية واضحة لتنفيذ مشاريع ستغير الوجه الفلاحي للقارة وستعزز أمنها الغذائي”.
ومن أمثلة مشاريع المكتب الشريف للفوسفاط في القارة، التي عددها ميارة، “إنشاء منصة صناعية لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا بتكلفة تصل ل 3.7 مليار دولار وبطاقة انتاجية تناهز 2،5 مليون طن سنويا، وفتح مصنع بغانا سيكون مخصصا لصناعة الأسمدة ومصنع ثاني بنيجيريا سيكون مخصصا لصناعة الأمونيا التي تُستعمل في التخصيب الزراعي”.
المصدر: العمق المغربي