المستشفى الجامعي بوجدة في قلب فضيحة.. “نجاح” أول زراعة لقرنية العين يصيب سيدة بالعمى (فيديو)
لم تكن تعتقد سناء، وهي سيدة مقيمة بوجدة متزوجة وأم لطفلة، أن حلمها لرؤية ناصحة لابنتها الصغيرة، سيتحول إلى كابوس حقيقي، وذلك بعدما فقدت بصرها بالكامل، إثر “فشل” عملية زرع قرنية العين أجرتها بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة سنة 2021، وقيل عنها آنذاك أنها “ناجحة”.
رحلة معاناة سناء، بدأت فصولها قبل أزيد من سنتين، حين أرادت العلاج للتمكن من الرؤية بشكل واضح، بعدما كانت تجد صعوبة كبيرة في ذلك إثر مرض ألمَّ بها، حيث كانت تستعمل عدسات طبية وصفها لها أحد الأطباء، لمساعدتها على الرؤية بشكل أوضح، وطلب منها التوجه بشكل متكرر إلى المستشفى الجامعي بوجدة، من أجل تغيير هذه العدسات، إلا أنها تعرضت لجرح في قرنية عينها عند محاولة طبيب تغيير عدستها الطبية بواسطة قفازات، وفق رواية السيدة المتضررة في حديثها لجريدة “العمق”.
وتضيف سناء، أنه بعد تلقيها خبر “تعرض قرنية عينها للجرح”، توجهت إلى مستشفى الشيخ الزايد بالرباط، لتعرض حالتها على طبيب مختص الذي أخبرها أن نسبة نجاح عملية زرع قرنية العين يصل إلى مائة بالمائة، ونسبة الفشل تتوقف على مدى توافق القرنية مع السيدة المتضررة، مشيرا إلى أنه قبل العملية سيتم ضبط ضغط العين إلى غيرها من الإجراءات.
تقول سناء إنها وبعد عودتها إلى وجدة، نصحها الطبيب الذي أجرى العملية الأولى لها، حسب تصريحها لـ”العمق”، بإجراء العملية بالمستشفى الجامعي بوجدة، وذلك بنزع قرنية العين الأولى ووضعها في الثانية، للتمكن من الرؤية مجددا بعين واحدة، وهو ما استجابت له بعد تردد دام لثلاث أشهر، حيث استسلمت لرغبتها في رؤية ابنتها التي لا تتعدى 3 سنوات.
وتضيف سناء والدموع تملأ عينيها المريضتين، أنها صُدمت فور انتهاء العملية الجراحية التي خضعت لها بالمستشفى الجامعي يوم 22 يناير 2021، وذلك بعدما أصبحت ترى البياض بدل الألوان، في الوقت الذي كانت إدارة المستشفى الجامعي قد أصدرت بلاغا صحفيا، “يزف” خبر نجاح أول عملية جراحية لزراعة قرنية بجهة الشرق.
وأضافت أنه بعد “فشل” عملية زراعة قرنية العين، تمت إعادتها لغرفة العمليات لمرتين لتصحيح “الخطأ الطبي”، وذلك بوضع أنبوب في عينها، وعدم إزالة الخيوط الطبية بشكل كامل، لتتفاقم معاناتها لأشهر عديدة بعد العملية.
وتحكي السيدة المتضررة، أنها توجهت للرباط في وقت لاحق، حيث أخبرها الأطباء بفشل عملية زراعة قرنية العين، زأشاروا إلى وجود “أخطاء شابت العملية”، وأنه يستعصي عليهم إزالة الخيوط الطبية من عين سناء.
وطالبت سناء في حديثها المصور لجريدة “العمق”، بإجراء خبرة طبية لتحديد المسؤوليات وراء فقدانها بصرها، مشيرة إلى أن خروجها الإعلامي جاء بعد انقطاع جل السبل في وجهها، مؤكدة عزمها على التوجه إلى القضاء من أجل إنصافها وجبر ضررها، وكذا الإسراع في إنقاذ وضعها في ظل وجود أمل في استرجاع بصرها.
وكانت إدارة المستشفى الجامعي بوجدة، قد أصدرت بلاغا صحفيا بتاريخ 22 يناير 2021، يشير إلى نجاح أول عملية جراحية لزراعة قرنية بجهة الشرق.
وجاء في البلاغ، أنه “نجح فريق طبي وشبه طبي متكامل بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، في إجراء عملية زراعة قرنية العين، لأول مرة بجهة الشرق، وذلك لفائدة ثلاثينية كانت تعاني من مرض المياه الزرقاء الخلقي، حيث تتماثل السيدة للشفاء بعد نجاح العملية”.
وأضاف المصدر ذاته، آنذاك، أن “العملية تندرج في إطار برنامج زراعة الأعضاء و الأنسجة بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة و الذي عرف إنجاز مجموعة من العمليات من ضمنها أحد عشر عملية لزراعة الكلي”.
وأضاف، “أنه رغم الاعتماد على الزراعة الذاتية (autogreffe) في هذه العملية، إلا أن تطوير مجال زراعة الأعضاء بصفة عامة يبقى مرتبطا بشكل كبير بانتشار ثقافة التبرع بالأعضاء بالمغرب، حيث تبقى نسبة المتبرعين المسجلين بلوائح التبرع ضئيلة جدا مقارنة بلوائح المرضى المحتاجين لزراعة أحد الأعضاء”.
المصدر: العمق المغربي