شائعات “لحوم الحمير” تعيد إلى الواجهة مطلب مكافحة الأخبار الزائفة بالمغرب
لم تمض سوى بضعة أيام على ترويج أخبار في مواقع التواصل الاجتماعي تفيد ببيع لحوم الحمير في مدينة سلا، وهو ما نفاه المهنيون وفتحت بشأنه الشرطة تحقيقا، حتى جرى ترويج الأخبار نفسها في مدينة تطوان.
خلال اليومين الأخيرين، استأثر موضوع بيع لحوم الحمير في مدينة تطوان بالنقاش لدى الرأي العام التطواني، بعد ترويج صفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ومجموعات على تطبيق التواصل الفوري “واتساب” لأخبار فحواها أن مقدمي الوجبات السريعة في حي “كويلما” يستعلمون لحوم الحمير.
وتفاعلت الجهات الرسمية في مدينة تطوان مع الموضوع، حيث أصدر مجلس الجماعة الترابية لمدينة “الحمامة البيضاء” بلاغا للرأي العام، نفى فيه صحة بيع لحوم الحمير.
وشدد المجلس ذاته على أنه المصالح الجماعية المختصة أجرت تحريات في الموضوع، “حيث تبين أن هذه المعلومة ما هي إلا مجرد شائعة مغرضة وعارية من الصحة”.
عبارة “إشاعة مغرضة”، الواردة في بلاغ مجلس جماعة تطوان، تفيد بأن نشر شائعات حول بيع وترويج لحوم الحمير عمل متعمّد، وهو ما يعتقده أيضا المعنيون العاملون في قطاع إنتاج وبيع اللحوم الحمراء.
ويذهب بعضهم إلى القول إن هناك جهات خارجية من “خصوم المغرب” تغذي هذه الشائعات عبر تكثيف ترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي لخلق بلبلة في المجتمع المغربي.
بدر بشناطي، جزار في مدينة سلا، ذهب إلى القول إن الذين يروجون شائعات بيع لحوم الحمير في المغرب “يضربون مصالح الوطن”؛ معتقدا أن عددا من الصفحات التي تروج لمثل هذه الشائعات يتم تحريكها من طرف الجزائر.
وأردف المتحدث ذاته قائلا، في تصريح لهسبريس، إن “الذين ينشرون هذه الأكاذيب هم أعداء المغرب، ويجب على الجهات المعنية أن تفتح تحقيقا في الموضوع”.
بدوره دعا إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إلى ضرورة فتح تحقيق معمق بشأن المعلومات التي تروج حول ذبح واستهلاك لحوم الحمير في المغرب، لا سيما أن هذا الموضوع طفا إلى السطح في ظل وصول أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية؛ وهو ما يجعل الرأي العام قابلا لتصديق ما يتم ترويجه.
ولفت الفاعل الحقوقي ذاته إلى أن ترويج لحوم الحمراء في المغرب هي ظاهرة موجودة منذ زمن، وما يجعل وقع ترويج معلومات بشأنها اليوم يرتبط بغلاء أسعار اللحوم إضافة إلى شكل لحوم الأبقار المستوردة من البرازيل المختلف عن لحوم الأبقار المغربية؛ وهو ما يرفع درجة الشك لدى المستهلك إزاء ما يُعرض في السوق.
ولم يستبعد السدراوي ما سماه “ركوب جهات خارجية، خاصة الجزائر، على موضوع بيع لحوم الحمير في المغرب، وتحويل الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي إلى كونه ظاهرة منتشرة، رغم أنه لم يسجّل أن ضبط لحم الحمير في السوق المغربية إلا في حالات نادرة جدا”.
وأضاف المتحدث ذاته: “هؤلاء يحاولون تسويق أن المغاربة يأكلون لحوم الحمير من أجل الإساءة إلى المغرب، ويجب على السلطات العمومية أن تطمئن الرأي العام للحفاظ على صورة البلد، ومنعا لتأثر قطاعات حيوية كالسياحة”.
المصدر: هسبريس