الإنسان كامل على جميع المخلوقات والذكاء الاصطناعي خالٍ من الروح
عقد محمد فوزي الكركري، شيخ الزاوية الكركرية، محاضرة علمية بجامعة شيكاغو الأمريكية، بدعوة من هذه الأخيرة، رفقة سعد أنصاري، الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي، حول موضوع “التصوف الحي والذكاء الاصطناعي”.
واستعرض الكركري أوجه الاختلاف بين الذكاء الاصطناعي وبين الإنسان، مبرزا “مدى كمال الإنسان على جميع المخلوقات فما بالك بالذكاء الاصطناعي الذي هو صنع بشري محض”، وفق تعبيره.
وأضاف في المحاضرة التي عرفت حضورا غفيرا أن “الذكاء الاصطناعي فيه المعلومة وليس فيه الروح أو الذوق، و نحن في طريقتنا الكركرية نجعل المريد يصل للحقيقة عن طريق التجربة والممارسة، لا عن طريق السمع أو المعلومة فقط”.
كما أبرز المتحدث ذاته أهمية الروح في كمال الجنس البشري قائلا: “السر والروح والروحانية في الكاتب لا في الكتاب، أي في الإنسان الحي وليس في آلة الذكاء الاصطناعي، الإنسان مخلوق من العناصر الأربعة والطبائع الأربعة، نار هواء ماء تراب، فهو خليفة الله في الأرض، خلقه الله من كماله، ونفخ فيه من روحه، وهي روح أمرية الباري”.
وقال أيضا: “الإنسان ظاهره كمال وباطنه كمال ليس فيه نقص، فالإنسان يساير كل الأزمنة والعصور لأن فيه روح الباري عز وجل، ووجود الطبائع الأربعة في الإنسان تعني أنه كامل في عناصره وتكوينه وطبائعه”.
وزاد قائلا: “لهذا إذا غيرنا وبدلنا جزء من الإنسان بعنصر اصطناعي لن يستطيع أن يؤدي دوره الذي خلق الله لأجله على الكمال والفطرة الإلهية، فقلب اصطناعي ممكن أن تعيش به، لكن لا يمكن أن يؤدي دور الكمال من شعور وذوق ووظيفة روحية، لأن جسد الإنسان يعيش تناغما مع الروح التي نفخها الله فيه”.
واسترسل: الروح تعطيك الذوق، لكن الآلة الاصطناعية لا تعرف الذوق، ولا تعرف الإحساس ولا تعرف الشعور، هذا الجهاز الاصطناعي ليست فيه الصفات الإلهية، السمع، البصر، الحياة والعلم، الآلة لا تعقل ولا تذوق ولا تدرك، إذا نظرتُ إليكم بنظرة حب، تصل إليكم هذه النظرة وتشعرون بها، ويكون بيننا وبينكم تواصل روحي، لكن هذا لا يتحقق مع الجهاز”.
كما أوضح شيخ الزاوية الكركرية في هذه الندوة حقيقة الذكاء الاصطناعي، محذرا من خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بمفرده، والاستغناء به عن الأصل الإنساني.
وفي ختام الندوة أجاب الشيخ عن أسئلة الحاضرين وجاء في بعض أجوبته: “نحن نرى الذكاء الاصطناعي قاصرا تحت عقل الإنسان الذي برمجه وطوره وصنعه فإذا جاء إنسان آخر ممكن أن يزيد فيه ويطوره فهو دائما تحت قدرة الانسان فقط”.
وختم: “لا أجد مخلوقا فوق الإنسان فهو مفضل على جميع المخلوقات فهو فيه صورة الرحمان، لكن الذكاء الاصطناعي هو صورة مصغرة للإنسان فضلا على أنه ليس مجلى لحقيقة الإنسان ككل”.
وتعتبر جامعة شيكاغو من بين أعرق الجامعات في العالم، ذلك أنها حصلت على مجموعة من الجوائز العالمية، حيث استطاعت الجامعة أن تحصل على 29 جائزة نوبل، بالإضافة إلى حصولها على جائزة بوليتزر، وميداليات عالمية، ووفقا للتصنيف الذي تم منحه للجامعة المعنية، فإنها تعد تاسع أحسن جامعة على المستوى العالمي، وهي ثالث أبرز جامعة في أمريكا.
المصدر: العمق المغربي